احتشد صباح اليوم الخميس، العشرات من القيادات العربية والنشطاء في الداخل الفلسطيني، أمام سجن “معسياهو” في مدينة الرملة، تضامنا مع شيخ العراقيب، الشيخ صياح الطوري، المعتقل بمحكومية ظالمة لمدة 10 أشهر، انتصارا لبلدته العراقيب التي هدمتها السلطات الإسرائيلية 138 مرة.
وشارك في الوقفة، التي دعت إليها لجنة “الحريات” المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني، ممثلون من مختلف القوى الوطنية والإسلامية في الداخل الفلسطيني، وأكد عدد من المتحدثين في التظاهرة على تضامنهم مع الشيخ صياح الطوري وقرية العراقيب، في وجه الغطرسة الإسرائيلية ومخططات الهدم والتهجير للعراقيب وسائر البلدات في النقب. كما حيّوا صمود شيخ العراقيب وإصراره على بناء العراقيب في كل مرة تهدم فيها من قبل معاول البطش الإسرائيلية، رغم الأثمان المترتبة على ذلك ومنها سجنه وتغريمه وأهل العراقيب بمبالغ طائلة.
ورفع المتظاهرون لافتات مندّدة بسجن الشيخ صياح وتدعو إلى إطلاق سراحه ورفع الظلم عن العراقيب.
رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، السيد محمد بركة، حيّا في كلمته، صمود شيخ العراقيب، ولفت إلى أنه يواكب حالته داخل السجن من خلال زيارات المحامين ويعلم أن “اخوان الشيخ صياح من الأسرى يقومون بواجبه على أكمل وجه من الاحترام والمحبة” وأضاف: “وهذا يدل على معدن شعبنا الذي يواجه الطغيان الإسرائيلي”.
وشدّد بركة على ضرورة مواصلة مدّ العراقيب بالمعنويات والصمود، لافتا إلى أن الفعاليات التي جرت حتى الآن “لا تكفي وعلينا أن نرتقي لمستوى قرارنا بموضوع التواجد الأسبوعي في قرية العراقيب، والمطلوب منّا في المتابعة والحريات واللجنة المختصة بمواكبة الموضوع أن نضع برنامجا أسبوعيا معلنا من اليوم وحتى تحرير الشيخ صياح”.
وحيّا رئيس المتابعة أسرى شعبنا في السجون الإسرائيلية خاصة في سجن “عوفر”، الذين يخوضون في هذه الأيام نضالا بطوليا ضد الاحتلال الاسرائيلي، كما حيّا الذين شاركوا، الأربعاء في وقفة حيفا، المساندة للأسرى.
وفي كلمته من أمام السجن، قال الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة “الحريات”: “بالقرب من بوابة السجن الظالم، الذي أودعناه فيه قبل 31 يوما، في حفظ الله، والدنا وأخينا أبو عزيز الشيخ صياح، 31 يوما مرّت سريعا، لا لشيء إلا لأن الأيام تمضي علينا كلنا سريعا، ولكنها الأيام التي تسجل إمّا مواقف شرف وعز في هذه الحياة أو أنها تسجل مواقف خزي وعار، وأبو عزيز الذي حكم عليه ظلما لأنه يدافع عن الأرض والحق والمنزل وحق الآباء والأجداد في ارض العراقيب وأرض النقب، يسجّل في هذه الأيام مواقف العز والفخار، وسنظل نردد أن العراقيب وأهلها وشيخها يسطرون ملحمة الصمود، بعد هدم قريتهم 138 مرة، وهذا ليس شيئا عاديا، لكن صاحب الحق لا ينكسر أبدا حتى لو هدموا بيته وغيّب في السجون”.
وأشار إلى أن لجنة “الحريات” “تقوم في هذه الوقفة بأقل الواجب كي نؤكد للشيخ صياح أنك لست وحدك، كما قلناها لك قبل 31 يوما بأننا لن نترك العراقيب وحدها”، ودعا إلى المزيد من زيارات التضامن مع قرية العراقيب منوّها إلى الوقفة التي جرت الأحد الأخير تضامنا مع الشيخ صياح وكونها وقفة أسبوعية ستتواصل حتى خروج شيخ العراقيب من سجنه.
وحيّا الشيخ كمال خطيب في ختام كلمته، المشاركين في الوقفة من مختلف القوى والتيارات في الداخل الفلسطيني.
وفي حديث لـ “موطني 48” مع الاستاذ توفيق محمد، عضو لجنة المتابعة العليا، أكد أن هذه الوقفة تأتي للتضامن مع الشيخ صياح الطوري وقرية العراقيب التي هدمت 138 مرة حتى اللحظة، وقال: “جئنا اليوم لنقول إن الشيخ صياح الطوري والعراقيب ليسوا وحدهم، وهذا نهجنا في التمسك والصمود على كل شبر من أرضنا المباركة”.
وختم بالقول: “تكمن المفارقة في الظلم الإسرائيلي أن الشيخ صياح يسجن بتهمة أنه اعتدى على أرض ليست أرضه، وفي هذا قمة الظلم والقهر، ونطالب بالحرية للشيخ صياح وكل أسرى شعبنا الذين يطالهم الظلم الإسرائيلي”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]