هدّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، ورئيس حزب “مناعة لإسرائيل”، بيني غانتس، حركة حماس وزعيمها في قطاع غزة، يحيى السنوّار، وقال مساء الثلاثاء: “أنصح (زعيم حماس في قطاع غزة يحيى) سنوار ألا يختبرني ثانية. وسأسمح بأية مساعدات إنسانية لسكان غزة، لكن لن أسمح بدفع خاوة بحقائب المال لحركات دموية. وعلى قادة الحركة أن يعلموا أن أحمد الجعبري (قائد كتائب القسام الذي ارتقى بالعدوان الإسرائيلي على غزة عام 2012) لم يكن الأول وليس مؤكدا أنه الأخير”.
وأطلق بيني غانتس، حملته للانتخابات العامة للكنيست، الثلاثاء باجتماع انتخابي في تل أبيب، واستعرض جانبا من رؤيته السياسية والأمنية، ووجه انتقادات لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بما يتعلق بسياسة الأخير، وركّز على شبهات الفساد ضده، وسط صراخ المئات الذين حضروا الخطاب، وهتفوا بأنه “رئيس الحكومة القادم” و”إنقلاب”.
وبدأ غانتس خطابه قائلا إن “إسرائيل هي قبل أي شيء بالنسبة لي”، مضيفا أنه دخل المعترك السياسي لأنه “خائف على إسرائيل. الشعب قوي، الدولة رائعة، لكن رياحا سيئة تنشب في البلاد. الصراع بين اليسار واليمين يمزقنا، والصدام بين المتدينين والعلمانيين يقسمنا. والتوتر بين اليهود وغير اليهود يهددنا. وتقوض التكافل المتبادل، والسياسة بشعة والحلبة العامة مسممة. وأنا أنظر اليوم إلى قيادة منشغلة بنفسها. ليس بكم ولا بنا. ويتزايد مؤخرا الأفراد، من اليمين واليسار، وأنا بينهم، الذين يشعرون بحرج عميق، بسبب شكل أداء حكومتنا. فحكومة قوية تحكم من أجل أن توحد ولا تفرق كي تحكم”.
وأضاف مهاجما نتنياهو، أنه “حان الوقت لقيادة لا تضع نفسها قبل مصلحة الدولة، ولا تضعفنا من الداخل. والحكم الحالي يشجع على التحريض والإنقسام. واستبدل القيم الأساسية بنِعم عائلة مالكة فرنسية. وبدلا من خدمة الشعب، يتعالى على الشعب والشعب يثير ملله. وهو لا يرى الإنسان والمرأة العاملين، وغلاء المعيشة والشبان غير القادرين على شراء شقة. وثمة ملك هنا في البلاد قال إنه “أنا الدولة”. لكن أي قائد إسرائيل ليس ملكا… وفي التاسع من نيسان/أبريل سأشكل حكومة، حكومة قوية تهتم بالأمن من أجل تهدئة المخاوف ولا تغذيها”.
ولدى تطرقه إلى النواحي الأمنية، كرر غانتس تهديدات كتلك التي يطلقها نتنياهو. “بإمكاني أن أقول لكم إن الأمن ينفذونه بالأفعال وليس بالأقوال. وفي الشرق الأوسط الصعب والعنيف الذي من حولنا لا يرحمون الضعفاء وينتصر القوي فقط. ايها الرئيس (الإيراني حسن) روحاني، أعلم أنك تخطط لمحاصرة إسرائيل وسوف أحبط مهمتك في الشمال والجنوب وفي أي مكان آخر في دولة إسرائيل. وسأعمل ضدك في الحلبة الدولية، العسكرية والقومية”.
وقال غانتس إن “حكومة برئاستي ستسعى إلى السلام ولن تهدر فرصة إجراء تغيير إقليمي. نعم، هكذا فعل الوطني الإسرائيلي مناحيم بيغن، الذي وقع اتفاقية سلام مع مصر. وهكذا فعل الوطني الإسرائيلي إسحق رابين الذي وقع اتفاقية سلام مع الأردن. وهكذا فعل أيضا بنيامين نتنياهو، وهو أيضا وطني إسرائيل، الذي ألقى خطاب بار إيلان”، علما أن نتنياهو تراجع عن التزامه في هذا الخطاب بحل الدولتين.
وأضاف غانتس، مغازلا ناخبي اليمين، أنه “إذا اتضح أنه لا توجد طريق للتوصل إلى سلام في هذه الفترة، فسوف نبلور واقعا جديدا، نحصن مكانة إسرائيل كدولة قوية، يهودية وديمقراطية، ونعزز الكتل الاستيطانية وهضبة الجولان التي لن ننسحب منها أبدا. وسيبقى غور الأردن حدودنا الأمنية الشرقية. وسنحتفظ بالأمن بيدنا في أرض إسرائيل كلها، لكن لن نسمح لملايين الفلسطينيين الذين يسكنون خلف الجدار العازل بأن يشكلوا خطرا على أمننا وهويتنا كدولة يهودية. والقدس الموحدة ستُبنى وتنمو وتبقى عاصمة الشعب اليهودي وعاصمة إسرائيل إلى الأبد”.
وألقى وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعالون، الذي اتفق مع غانتس على خوض الانتخابات بقائمة واحدة، كلمة قصيرة في الاجتماع الانتخابي. ويشار إلى أن يعالون هو مستوطن وينتمي إلى اليمين، ويرفض قيام دولة فلسطينية.
هذا وهاجم اليمين الإسرائيلي غانتس في أعقاب خطابه مباشرة، ووصفوه بأنه “يساري”. وقال حزب الليكود في بيان إنه “بعد الانتخابات مباشرة سيتحد غانتس مع (رئيس حزب “ييش عتيد” يائير) لبيد وباقي أحزاب اليسار ويشكل حكومة يسار. وهذه الخدعة المتآكلة لليسار بإلصاق جنرال برأس قائمة من أجل إسقاط حكومة يمين، لن يمر هذه المرة على المعسكر القومي”.
واعتبرت وزيرة الثقافة والرياضة، ميري ريغف، من حزب الليكود والمقربة من نتنياهو، أن “غانتس هو اليسار الجديد. وعلى ما يبدو أنه لا يفرق بين حكم ملكي وديمقراطية. وهو الذي تخلى عن جندي في وحدة غولي لصالح الفلسطينيين، وهو الذي لم يدرك تهديد الأنفاق والأخطر أنه لم يقل رأيه في المواضيع السياسية الهامة وبقي مبهما. ورغبته كلها بإسقاط اليمين ونتنياهو”.
كذلك قال رئيس حزب “اليمين الجديد”، نفتالي بينيت، إن “غانتس تحدث عن “هزْم سنوار”، لكنه هو الذي نصّبه. ويوجد خطر في منحه مسؤولية أمنية عن دولة إسرائيل مرة أخرى. وغانتس يتحدث بشكل جميل ولكنه ضعيف جدا بالأفعال. وفي جميع الاختبارات التي واجهها – التخلي عن جيش لبنان الجنوبي بالانسحاب من لبنان، التخلي عن (الجندي الإسرائيلي) مدحت يوسف، وتحرير آلاف المخربين وإخفاق الجرف الصامد – كان مترددا ومتلعثما. إنه رجل طيب، لكنه ضعيف جدا”.
وقال حزب “كولانو” برئاسة موشيه كحلون، في بيان إنه “انتظرنا، شاهدنا، توترنا، وعندها جاء هذا: 20 ألف كلمة، استعلائية، متعجرفة ومعزولة عن الواقع. صفر برامج، صفر أفكار، صفر حلول. والنتيجة واضحة: صفر بالاكتراث”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]