لقد سبقت يافا القيادة العربية في الداخل الفلسطيني في التعامل مع هذه المرحلة المعقدة والخطيرة في ذات الوقت.
إن التعامل والتفاعل مع الأحداث على الساحة المحلية والقطرية يحتاج الى أفكار خلاّقة وجديدة تمتلك القدرة على التعاطي مع تعقيدات المرحلة.
إذا كنا في السابق نطرح موضوع إنتخاب القايدة العربية بإنتخاب مباشر من الشعب - وكان البعض يستبعد مثل هذه الخطوة- فإن أهل يافا اثبتوا أن هذا الأمر قابل للتطبيق.
وإن كنا في السابق نستصعب العمل الشعبي ودوره في تمثيل القضايا الساخنة للمجتمع فإن أهل يافا اثبتوا أن ذلك قابل للنجاح.
وإن كنا في السابق نستصعب تنظيم العمل الشعبي وبناء آليات عمل مؤثرة فإن أهل يافا اثبتوا أن ذلك ممكناً وناجحاً ومؤثراً.
لا يشك إنسان سوي أن إنتخاب القيادة بشكل مباشر من المجتمع هو الأفضل والأسلم؛ لأن ذلك يمثل كل المجتمع وتطلعاته ومشاربه، بعيداً عن المناكفات السياسية والحزبية وبعيداً عن ألاعيب المحاصصة الداخلية التي فتتت المجتمع وساهمت في فقدان ثقة المجتمع بالقيادة.
ولا شك أن أنتخاب القيادة مباشرةً من المجتمع تعبرعن رقي المجتمع وعن نضوج القيادة؛ وبناء التمثيل الصحيح والحقيقي للمجتمع، وبناء قيادة ذات رصيد شعبي قادرة على تمثيل المجتمع أمام المؤسسات الرسمية والغير رسمية.
ولا شك أن القيادة المنتخبة بهذه الطريقة أقوى في تنظيم العمل والتأثير في القضايا المصيرية والإنجاز فيها والانتصار لها.
لقد سبقت يافا الجميع؛ وعلى قيادة لجنة المتابعة التعلم من أهل يافا والاستفادة من تجربتهم الفريدة وتبنيها فوراً ودون تلكأ.
بعد انتخاب الهيئة الاسلامية، لا أحد يستطيع أن يتجاوزها أو أن يتجاهلها، لأنها اكتسبت شرعيتها من المجتمع الذي انتخبها بشكل مباشر بعد أن أتاحت الفرصة المتساوية للجميع للترشح والانتخاب.
إن انتخاب الهيئة الاسلامية تعطي رسالة مهمة - لسان حالها أن محاولة القيادات القطرية وضعنا في بوتقة الكنيست وكأنها هي قدرنا الوحيد الذي لا مفر منه هي محاولة خاطئة وغير صحيحة ( على أقل تقدير).
هذة التجربة أهم بكثير من انتخابات الكنيست؛ كون أن المرشحين لإنتخابات الكنيست هم مرشحي الاحزاب الذين تم اختيارهم نتيجة للإعتبارات الداخلية لكل حزب، ولم ينتخبهم الشعب بشكل مباشر ولم يقم أي حزب او حركة بإنتخابات داخلية لإختيار ممثليه؛ ولذلك فان مرشحي الكنيست ليسوا مرشحي الشعب.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]