بعد اقل من أسبوعين ستنعقد انتخابات الهيئة الاسلامية في يافا. وكما في كل انتخابات للهيئة جزء من الناس يقاطع وجزء آخر يشارك ويرى أهمية بالمشاركة. يصادف هذه السنة أيضًا أن انتخابات الكنيست تأتي بعد ثلاثة اسابيع من انتخابات الهيئة، وهنا أيضًا جزء يقاطع وجزء آخر يشارك ويرى أهمية بالمشاركة.
كما يعرف الجميع ففي يافا نقاش بين مؤيدي الهيئة وبين مؤيدي المشاركة في انتخابات الكنيست. كعضو بالهيئة حتى نهاية الدورة ال١٤ وناشط بالتجمع الوطني الديمقراطي حليف الحركة الاسلامية بانتخابات الكنيست أرى أهمية لطرح وجهة نظري وحتى طرح بديل للنقاش القائم
اولًا أريد ان أوضح انه على الصعيد الشخصي انا ارى أهمية بالمشاركة بالانتخابات لتمثيل المجتمع العربي الفلسطيني بالداخل على شتّى المستويات. من ناحية، نعم هناك اهمية للمناصب الرسمية لتمثيل متطلبات وقضايا مجتمعنا قطريًا وأمام المؤسسة الحاكمة، وأيضًا لتحدي المشاريع العنصرية وطرح مشروع سياسي حقيقي كبديل، ولكن من ناحية ثانية ولا تقل أهمية، من المهم أيضًا تواجد مؤسسات جماهيرية مدنية مستقلة تنشط بالميدان.
المشاركة بالانتخابات تساهم بتطوير ثقافة ديمقراطية، ولهذا فانا ارى انه من واحب المواطن العربي اختيار من يمثلنا في جميع المواقع التمثيلية التي تخص مجتمعنا، ومن المهم أن يكون للقيادات السياسية مرجعية وشرعية من الناس، وحتى وان كانت لوقت مؤقت، وطبعًا فإن استمرار دعم هذه القيادات مربوط بشكل عضوي مع عمل سياسي جاد، نزيه، شفاف، ويخدم الناس.
الوضع القائم والظروف السياسية الصعبة تتطلب تطوير الثقافة السياسية والتعالي على الخلافات، بمعنى ان نمتلك القدرة ليكون عمل مشترك بين القوى الفاعلة، وليس المنافسة السلبية التي تهدف الى تهميش الآخر. على العكس تماما- إن القوى السياسية الفاعلة يجب ان تكمل بعضها. وهذا فقط من أجل نهوض مجتمعنا. بقصد انه، ممكن وحتى طبيعي جدًا كبشر نختلف بين بعضنا البعض، بجميع المواضيع لكنننا لسنا اعداءً، وبالأخص على مستوى مدينة يافا فنحن لسنا فقط أبناء يافا -عروس فلسطين، إنما بيننا قرابة عائلية ومحبة وتقدير.
موقفي هو نعم للمشاركة بانتخابات الهيئة الاسلامية، وحتى اذا كنا نختلف مع الخط السياسي للهيئة او حتى مع أفراد داخل الهيئة- إن وجود نموذج الهيئة كجمعية مستقلة تنشط بالميدان هو بحد ذاته إنجاز مهم ليافا. وكذلك أقول نعم للمشاركة بانتخابات الكنيست بالظروف الحالية من أجل تحصيل تمثيل لائق لمجتمعنا ولكي يكون لنا عنوان لطرح مشاكل ومشاريع محلية على مستوى مؤسسات الدولة. نحن أبناء وبنات بلد وشعب واحد وواجب علينا أن نتعالى عن خلافاتنا من أجل مستقبل بلدنا وأولادنا.
أعتقد أنني لا استطيع إقناع الجميع بذلك وحدي ولذلك فأنا أتوجه إلى جميع النشطاء والمرشحين بأن يقوموا بالعمل على توضيح أهمية المشاركة بشكل عام عوضًا عن الدعوة لمقاطعة جهة معينة أو جسم معين.
تبقى يافا هي التي توحدنا، وهي أكبر من كل الخلافات!
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]