لا تزال اجواء الحزن تخيم على مدينة اللد في أعقاب أعمال العنف الأخيرة التي راح ضحيتها شخصان ، وهما الشابة المرحومة ديانا الاعسم ابو قطيفان (18 عاما) بإطلاق نار في اللد، ومقتل الشاب المرحوم غانم عمر حناوي ( 28 عاما) بإطلاق نار في يافا، وايضا مع استمرار أعمال العنف في المجتمع العربي عامة .
وقد التقينا بعدد من الشخصيات والنشطاء في المدينة واستمعنا إليهم حول الاجواء التي تعيشها المدينة وحول الحلول التي يتم طرحها لمحاربة ظاهرة العنف وإعادة اللحمة والوحدة بين الأهالي وعدم اللجوء إلى العنف.
المحامي عبد الكريم الزبارقة عضو بلدية اللد قال :" للأسف الشديد نحن في مدينة اللد أصبحنا نتصدر البلدات التي يحدث فيها العنف والقتل، حيث أصبح كل عملنا وجهدنا دون نجاح في محاربة العنف . وكما تعلم فان مدينة اللد مترابطة ويعيش فيها الأهل كعائلة واحدة والكل يعرف الاخر وكل حادث عنف أو قتل فأنت تشعر بأن ما حدث هو ضدك بشكل شخصي . واعتقد أننا كقيادة محلية وقطرية قد فشلنا فشلا ذريعا في لجم هذه الظاهرة " .
واضاف الزبارقة: "لا بد أن اشدد على موقف الدولة والشرطة فإن عملية الردع ما زالت ضعيفة ومعدومة في الوسط العربي، وعملية العقاب غير موجودة في الشارع العربي وضد العرب المجرمين وهذا بسبب استمرار أعمال العنف. وانا قلبي يتمزق عندما أشعر بأن فتاة خرجت إلى الحياة بعد جيل الـ 18 ومن ثم تقتل، فأنت تشعر بأنه تم هدم كل ما بنيته، وكل عملنا التربوي والاجتماعي والبنية التحتية لا يساوي شيئا عندما يقتل انسان لأسباب غير مقنعة وأسباب تافهة. وعلينا جميعا ان نعيد حساباتنا وأن نقوم بكل ما يمكن من أجل منع ظاهرة العنف في الوسط العربي وخاصة ضد النساء حيث تشعر بأنها كارثة مزدوجة" .
ووجه الزبارقة رسالة إلى أهالي اللد العرب قائلا: "علينا أن نحافظ على أنفسنا وعلى هويتنا وعلى كياننا في مدينة اللد المميزة والعريقة. وجودنا في مدينة اللد هو شيء له مكانته التاريخية الفلسطينية والعربية العريقة ولا يمكن أن نهرب من المدينة بسبب العنف الموجود فيها " .
أما الناشط الاجتماعي والسياسي نايف ابو صويص عضو بلدية الرملة ، فقد قال: "الاجواء حزينة جدا في أعقاب الحوادث الأخيرة وخاصة في مدينة اللد، خاصة أن عمليات القتل تضرب مجددا في اللد والرملة . واقول نحن كقيادة فقدنا السيطرة على الشارع ولا نملك اي إمكانيات لمنع حوادث القتل . ونعتقد أن المسؤول الأول والأخير هو الشرطة وهي مقصرة في توفير الأمن والأمان للسكان وخاصة النساء . وفي نظري أن أعمال القتل محزنة ومخزية . والحل يكمن في وضع إمكانيات وحلول جذرية بدءا من المدارس من أجل أن نزرع في أبناؤنا الإنسانية والأخلاق ومن ثم العلم والعلوم" .
واضاف ابو صويص: "للأسف الشديد لقد فقدنا البوصلة والشرعية واي منظومة أخلاقية قبل أن تكون قانونية والنتيجة مؤسفة جدا . ولكن نقول اننا لا نفقد الأمل ويحب أن نستمر في نشاطنا من أجل تغيير المفاهيم وأن نصلح الغلط بالامور الصحيحة" .
من جانبه ، أوضح الناشط الاجتماعي حبيب حجاج: "هنالك استياء في الشارع اللداوي من أنفسنا كمجتمع عربي الذي يعيش في مدينة اللد، حيث اننا نحارب أنفسنا ونحارب أبناءنا، فهنالك استياء عارم في اللد والرملة ويافا في أعقاب أعمال العنف الأخيرة، ونحمل أنفسنا مسؤولية أعمال العنف بحق أنفسنا ومن ثم نحمل المسؤولية اتجاه أعضاء الكنيست والحراك الموجود داخل البلد لأننا لم نستطع الحفاظ على أنفسنا وهذا أمر في غاية الخطورة ".
واضاف حجاج: "نحن كقيادة اجتماعية وناشطين مكبلون ولا يوجد لدينا الكثير ما نعمله سوى النشاط عبر شبكات التواصل الاجتماعي للأسف الشديد. وسوف يكون تنظيم لوقفة احتجاجية في اللد ضد العنف وسوف نتخذ خطوات أخرى في هذا المجال " .
وفي حديث لمراسلنا مع الناشط الاجتماعي نور حسونة، افاد : "كما تعلم فان مدينة اللد والمدن المختلطة تعاني من ظاهرة العنف وأصبح مستشريا في اجسامنا. ونحن لا نحمل فقط الشرطة المسؤولية، بل نحمل قياداتنا الموجودة التي تحمل همومنا إلى السلطات العليا مثل لجنة المتابعة وأعضاء الكنيست العرب ورؤساء المجالس، وايضا نحمل الشرطة المسؤولية على عدم استقرار الأمن والأمان في المدن المختلطة والعربية . واعتقد ان الحل موجود عند الأشخاص المختصين مثل الشرطة والقيادات. واقول للشرطة اذا لم تستطيعي ان تحمينا فاتركينا نحمي أنفسنا بأنفسنا. حيث وصلنا لمرحلة ان تخرج من البيت وهناك احتمال أن لا تعود بسبب العنف . وندعو جميع شباب وشابات البلدة ان نتحرك من أجل وقف مسلسل الدماء وخاصة من خلال الوقفات الاحتجاجية" .
من جانبه ، أوضح رجل الإصلاح الحاج صالح ابو موسى: "لا شك أن اللد حزينة ليس فقط هذه الايام وإنما منذ سنوات بسبب أوضاع العنف وإطلاق النار والقتل في المدينة والوسط العربي عامة. ونتوجه دائما بالدعاء إلى الله عز وجل أن يوحّد كلمة الناس على الخير . وبصراحة نحن نعمل بلا كلل أو ملل من أجل الإصلاح بين الناس ونحاول ان نختصر حالات العنف والقتل" .
واضاف ابو موسى: "الحل في نظري بسيط جدا وهو التمسك بالدين والتقرب الى الله ، وسوف نقطف ثمار هذا العمل خلال السنوات المقبلة ان شاء الله. ونؤكد أن هنالك الكثير من القضايا والمشاكل التي لم يُسمع عنها ونقوم بحلها على فنجان القهوة وبامور هادئة قبل أن تكبر وتتطور وتنتهي بالقتل " .
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]