بيّن بحث إسرائيلي أن الأطفال الذي يتم معالجتهم بـ"ريتالين" (Ritalin) وأدوية أخرى مماثلة في جيل الطفولة المبكرة يكونون عرضة للاضطرار إلى تناول مضادات للاكتئاب في جيل المراهقة.
جاء ذلك في بحث أجري في إسرائيل، ونشر، مؤخرا، في مجلة "European Child and Adolescent Psychiatry"، وذلك استنادا إلى متابعة استمرت 12 عاما لنحو 7 آلاف طفل في جيل 6 إلى 8 أعوام، تم تشخيصهم كمن يعانون اضطرابات الإصغاء والتركيز.
وبين البحث أن احتمالات تناول مضادات للاكتئاب في جيل المراهقة في وسط الأطفال الذين دأبوا على تناول الريتالين بموجب أكثر من 50% من الوصفات الطبية قد ارتفاع بـ50% مقارنة بأطفال تناولوا الريتالين بشكل جزئي.
ويشدد الباحثون على أنهم لا يوصون بالامتناع عن تناول الريتالين لأطفال دون سن الثامنة، وإنما على زيادة الوعي بمخاطر محتملة تنجم عن ذلك، بما يقتضي متابعة الجهات المهنية بما يتناسب مع ذلك.
وفي إطار البحث، حلل الباحثون معلومات حول 6,830 طفلا تم تشخيصهم كمن يعانون من اضطرابات الإصغاء والتركيز (AAD و ADHD)، وكانت هناك توصيات بمعالجتهم بأدوية تعتمد على المواد الكيماوية "مثيلفنيدات"(Methylphenidate)، مثل الريتالين.
وفي نهاية المرحلة الأولى من المتابعة، حتى جيل 12 عاما، تم تصنيف ربع الطلاب كمن لديهم استجابة عالية للريتالين، واستهلكوا أكثر من 50% من الوصفات الطبية حتى هذا الجيل، في حين أن 75% استغلوا الوصفات الطبية بشكل جزئي.
وفي المرحلة الثانية واصل الباحثون متابعة المعلومات بشان الأدوية للأطفال حتى جيل 18 عاما، مع التشديد على الأدوية النفسية. ودلت النتائج على أن الأطفال ذوي الاستجابة العالية للريتالين كانوا عرضة أكثر بنسبة 50% لتناول أدوية مضادة للاكتئاب في جيل المراهقة، مقارنة مع الأطفال من المجموعة الثانية. والحديث هناك عن أدوية من نوع "سيبراليكس" (Cipralex) و"بروزاك" (Prozac) ومضادات الاكتئاب الأخرى من عائلة "SSRI".
يشار إلى أن تناول الأدوية لمعالجة اضطرابات الإصغاء والتركيز، والمعروفة باسم ريتالين، وأخرى باسم "كونسيرتا" (Concerta)، تحول في العقد الأخير إلى موضوع طبي مثار للجدل في وسط الجمهور. وفي السنوات الأخيرة تم تسجيل ارتفاع في إصدار الوصفات الطبية للريتالين بنسبة 30%، ويقدر عددها بنحو مليون وصفة طبية سنويا.
وتشير المعطيات إلى أن نسبة اضطرابات الإصغاء والتركيز تتراوح ما بين 7% إلى 10%، وفي وسط الأطفال في المدارس تتراوح ما بين 6% إلى 8%، ويجري تشخيص غالبيتها في السنوات الدراسية الأولى.
يشار إلى أن حالات "AAD" و"ADHD"، في الأدبيات الطبية، تعتبر اضطرابات النمو العصبي تتصل بالنواقل العصبية في المخ، وتتجلى على شكل اضطرابات في الإصغاء والتركيز، وفي بعض الحالات بالنشاط الزائد والسلوك المتهور. ويظهر تأثيرها في النشاطات اليومية التي تتضمن استيعاب معلومات تقتضي التركيز والمتابعة، بدءا من القراءة والإصغاء في الدرس ومشاهدة محاضرة أو فيلم، وحتى الحفاظ على خط تفكير متواصل أثناء الحديث.
وتسبب الأدوية المنشطة، مثل الريتالين، إلى إفراز كميات كبيرة من الناقل العصبي "دوبامين" (Dopamine)، الذي يزيد من نشاط الناقل العصبي "نورابينفرين" (Norepinephrine) بين الخلايا العصبية. وبذلك تتحول عملية تفعيل مركز الإصغاء والتركيز والتحكم السلوكي إلى أكثر نجاعة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]