واصل الشيخ رائد صلاح، إدانته للائحة الاتهام الموجّهة إليه من قبل النيابة العامة الإسرائيلية، مؤكدا أن تصريحاته التي ورد فيها مصطلح الحركة الإسلامية بعد حظرها، كانت تعني الحركة الإسلامية من حيث المفاهيم والثوابت الإسلامية وأن هذه لا يمكن حظرها وستبقى.
جاء ذلك في جلسة محكمة الصلح في حيفا، اليوم الثلاثاء، وواصل فيها الشيخ رائد صلاح، الطعن بمزاعم النيابة العامة الإسرائيلية في لائحة الاتهام المنسوبة له، مؤكدا مرة أخرى أن مجمل لائحة اتهامه استندت إلى ترجمات مغلوطة من قبل من زعمت النيابة العامة انهم “خبراء” باللغة العربية.
وحضر الجلسة العشرات من القيادات والنشطاء في الداخل الفلسطيني، إسنادا للشيخ رائد صلاح الدائم في جلسات محاكمته.
وحاولت محققة النيابة العامة، أثناء الجلسة، انتزاع أجوبة من الشيخ رائد صلاح، تدعم ادعاءاتها في لائحة الاتهام، ما استدعى اعتراض طاقم الدفاع أكثر من مرة كما أثار ذلك استهجان الشيخ رائد، بسبب تكرار النيابة ذات الأسئلة التي سبق له وأجاب عليها.
وفي التفاصيل، واصلت النيابة العامة توجيه أسئلتها حول ملف الاتهام، وسلطت الضوء على تصريحات ومقالات وخطب للشيخ رائد صلاح عام 2016، وسألت عن استعمال الشيخ رائد صلاح لمصطلح الحركة الإسلامية بصفته رئيسا لها بعد الحظر. وقد أكد الشيخ رائد أنه في الأشهر الأولى لما بعد الحظر، ورد استعمال المصطلح للدلالة على المفاهيم والثوابت وببعده الاعتباري، لكنه بعد التشاور مع المحامين توقف عن استعماله حتى لا يفهم على غير مقاصده، وقال بهذا الخصوص: “في بداية الامر استشرت مجموعة محامين، حول الوضع القانوني لهذا الحظر، وفي حينه قالوا، إن هذا الحظر غير نهائي ولا يعتمد على أرضية قانونية وهناك امكانية لإلغاء الحظر، بناء عليه اجتهدت في تلك الايام ان اتحدث واكتب، بحسب رؤية المحامين، واستخدمت كلمة الحركة الاسلامية ليس من باب التنظيم الذي تم حظره وانما كدلالة على الثوابت والمبادئ الإسلامية. كذلك استخدمت كذلك كلمة رئيس الحركة ليس بالمفهوم التنظيمي، وانما كاسم اعتباري يؤكد حفاظنا على هذه الثوابت والمبادئ الإسلامية. ومع ذلك طاقم المحامين الذين كنت استشيرهم قالوا نعم هناك دراسة لم تتوقف لرفع هذا الحظر عن الحركة الاسلامية ومع ذلك ننصحك ان لا تستخدم كلمة الحركة أو رئيس، نحن نفهم قصدك وأنك تعني الثوابت ولكن ننصحك ان لا تستخدمها حتى لا تفهم خطأ عند جهات أخرى، بعد ذلك لم استعمل كلمة الحركة او رئيس الحركة”.
هذا وحاولت النيابة العامة الالتفاف على شهادة الشيخ رائد صلاح في هذه المسألة، ولفت انتباه قاضي المحكمة إلى أنه كان يقصد الحركة الإسلامية كتنظيم وليس الدلالات والمفاهيم، الأمر الذي جعل طاقم الدفاع والشيخ رائد صلاح يعترضون على تلاعب النيابة بالإجابة التي أعطيت أكثر من مرة في هذا الموضوع.
وفي سؤال حول مقال نشر للشيخ رائد صلاح في “المركز الفلسطيني للإعلام” ٥.٤.٢٠١٦، استفسرت النيابة بداية عن علاقة الشيخ رائد بالمقال وإن كان هو قد قام بنشره في هذا الموقع، حيث أكد أنه ليس مسؤولا عمن ينشر مقالاته وأنه لا يخضعها لحصرية النشر والنقل والطباعة.
وزعمت النيابة أنه ورد في المقال المذكور “أن الاحتلال يسعى لاستمرار حكمه السيء على الأقصى!!”. فرد الشيخ رائد “لا زلتم تقعون في الترجمة الخاطئة ولا زلتم تتلاعبون في اللغة العربية، لحظة فش هون تفتيل عضلات!! انا كتبت كالتالي: فرض الاحتلال سيادته الباطلة، لا زلتم تقعون في الترجمة الخاطئة حضّروا دروسكم جيدا”
وأضاف: “في المجمل انني اعتبر الوجود الإسرائيلي في الاقصى وجودا احتلاليا، نعم انا اقول ذلك، وهو باطل ولا سيادة له”.
كما أكد أن ممارسات جنود الاحتلال في الأقصى عبر اعتداءاتهم على الأطفال ونزعهم لحجاب النساء والاعتداء على الرجال وتدنيسهم للقرآن الكريم، ورصد حالات كثيرة لشتمهم للإسلام وسبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال “أنا لا اتهم هنا بل أجزم ان هذه هي ممارسات الاحتلال”.
وتطرقت النيابة العامة خلال الجلسة، لخطبة القاها الشيخ رائد صلاح، في مدينة باقة الغربية، أثناء مظاهرة ضد حظر مؤسسة “حراء” لتحفيظ القرآن الكريم، وظهر القصور في ترجمة النيابة للمصطلحات عبر استعمالها كلمة “تنظيم الحيرة” بدل حراء.
ومما جاء بهذا الصدد، سألت النيابة “انت تتحدث بإسهاب عن ان الاحتلال باسم الدين أعلن حربا على الطفولة الفلسطينية وتعطي عدة أمثلة عن علاقة الاحتلال مع الاطفال كيف يتصرف معهم”.
الشيخ رائد: “ما هو السؤال”؟
النيابة: أنت قلت إن هذا خطاب غير سياسي وإنما خطاب موجه للأطفال؟
الشيخ رائد: أين ذلك؟ ما هو السؤال؟
النيابة: خلال كل الخطاب لم تتحدث عن التعليم وعن الثقافة وانما ذكرت الشهادة؟
الشيخ رائد: قلت يا اطفالنا وليس رجالنا المعنى واضح، أنتم ابطال أنتم ابطال هذا الظلم الاسرائيلي صنع منكم ابطالا وأنتم أطفالا، واقول سنضحي من اجلكم وسنفرح بالسجون من اجلكم والتهديد من اجلكم. لماذا هذا التلاعب بالأطفال”.
وندّد الشيخ رائد صلاح بمحاولات النيابة اخراج الكلام عن سياقه فيما يخص خطابته في باقة، وأكد أن النيابة في مجمل الملف تستند إلى ترجمات خاطئة، خاصة بما يتعلق ببعض المفاهيم والمصطلحات، مثل الشهادة المدرسية والشهادة بمعنى الاستشهاد في سبيل الله.
كما جاء في سياق شهادة الشيخ رائد صلاح، في رده على سؤال حول خطابه في باقة الغربية: “إن الذين يقولون متوهمين انهم حظروا الحركة الإسلامية، أقول لهم إن الحركة كانت وستبقى، وتقول الفقرة نحن ماضون في ثوابتنا، نحن ماضون في رسالة ثوابت الإسلام، نحن ماضون في دورنا الكبير ان نصنع حاضرنا وان نخطط لمستقبلنا كمجتمع فلسطيني بكل تعدداته الدينية، ما معنى ذلك؟ أنا اتحدث عن ثوابتنا التي تدفعنا لخدمة كل شعبنا بكل تعدداته الدينية سواء مسلم أو مسيحي أو درزي”.
المحامي رمزي كتيلات، من طاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح، قال لـ “موطني 48” بعد الجلسة: “كانت هذه الجلسة الرابعة التي يدلي فيها الشيخ رائد بشهادته، وقد أجاب بتفصيلات واضحة، محافظا على الثوابت ورفضه للتهم الباطلة، سنلتقي جلسات أخرى جرى تحديده في شهر (أيار- مايو) لاستئناف جلسات الاستماع لشهود الدفاع ومنهم الشيخ رائد صلاح”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]