يغفل الكثير أهمية وجبة السحور في شهر رمضان ولا يتناولونها، على الرغم من كونها من أهم الوجبات التي تكسب الجسم الطاقة والحيوية اللازمة ليستطيع الصوم لساعات أطول خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، فأهمية وجبة السحور تكمن في أنها تقلل من الإصابة بالصداع والإعياء والتعب أثناء الصيام، كما أنها تحافظ على مستوى السكر في الدم، وتنشط الجهاز الهضمي وتمنع شعور الفرد بالعطش والكسل والخمول خلال النهار وأثناء الصوم.
ويؤكد الأطباء أن وجبة السحور تُعتبر أهم من وجبة الإفطار الرئيسية، لأنها تساعد الشخص على تحمل الصعوبات التي تواجهه أثناء الصيام، وقد قال رسول الله “تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً” رواه البخاري ومسلم.
فوجبة السحور تساعد على التوازن النفسي والاطمئنان الغذائي، وسريان الدورة الدموية في جسم الإنسان، كما أنه من خلال تناول هذه الوجبة، فإن الصائم ينال ثواب اتباع تعليمات النبي محمد. فهي الوجبة التي تعين الفرد على الصيام وعبادة الله، لكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يتبعون عادات سيئة خلال تلك الوجبة من خلال تناول الأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات، وهناك من لا يتناولها من الأساس.
وحول أهمية وجبة السحور، يؤكد د. إبراهيم بدوي، أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث، أن وجبة السحور تعتبر من أهم الوجبات في شهر رمضان، ويجب على الفرد فيها تناول الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم مثل الموز والتمر وسلطة الفواكه، لأن البوتاسيوم يساعد على الاحتفاظ بكمية كبيرة من الماء في الجسم التي تساعده على تحمل العطش خلال يوم طويل من الصيام.
كما ينصح بضرورة تناول الجبن القريش ،لأنه يعد من أفضل أنواع الجبن، خاصة أنه يحتوي على نسبة قليلة من الملح وغني بالكالسيوم، كذلك تناول السلطة الخضراء خلال وجبة السحور، لأنها تساعد على الوقاية من الإمساك والشعور بالجفاف طوال فترة الصيام، كما أنها تحتوي على فيتامينات متمثلة في الخضروات، والتي من شأنها أن تحمي الجسم من الأمراض، أيضا البطاطس المسلوقة، لأنها تعد من الأكلات الخفيفة التي لا تتطلب مجهودا للهضم، ولا تسبب تقلصات وآلاما في المعدة، بالإضافة إلى إمكانية إضافة البقدونس الذي يساعد على حرق الدهون الموجودة في الجسم، كذلك يمكن تناول النشويات المعقدة الموجودة في الخبز الأسمر لأنها تعمل على تحسين نسب السكر في الدم وتقلل من الشعور بالإعياء، والخضروات المليئة بالألياف المتمثلة في الجرجير والخس والفلفل الرومي، والفاكهة خاصة البرتقال والتفاح والجوافة والكمثرى، لأنها تمنح الجسم كمية كبيرة من المياه التي يحتاجها خلال فترة الصيام وتقلل من الشعور بالعطش.
من جانبه، ينصح د. أحمد السواح، استشاري القلب بمعهد القلب القومي، بتناول الفول على وجبة السحور، لأنه يعد من الأطباق الرئيسية في هذه الوجبة، لأنه مصدر مهم بالكربوهيدرات والبروتينات والمعادن، كما أنه يساعد على تقليل نسبة الكوليسترول الموجودة في الجسم، وله أهمية في حالات ضغط الدم، ويقي من البواسير، ومفيد لمرضى السكر، كما أنه يقي من أمراض القلب والشرايين، وينظم وظائف القولون، مؤكدا أن البحوث العلمية اكتشفت أن الفول يحتوي على مواد مضادة للسرطان خاصة سرطان الثدي، ويعتبر الليمون الذي يضاف إليه عنصرا أساسيا في قتل السموم.
هذا ويعيق الاستغناء عن وجبة السحور قدرة الإنسان على متابعة الصوم، بل يُصاب بضعف في جسمه نتيجة فقده الخلايا والمواد الأساسية في جسمه، وكذلك فقده الكميات الكبيرة من الماء، وبالتالي يؤثر ذلك على وظائف الأعضاء في جسمه حتى في عمليات تفكيره، ويظل مرهقا ومتعبا طوال اليوم، ومن الممكن أن يصاب بغثيان ودوخة، وهو ما يدفعه للجوء إلى النوم طوال ساعات الصيام، لذلك لابد من الحرص على تناول وجبة صحية في السحور تحتوي على جميع العناصر الغذائية مثل البلح باللبن، الذي يعد من العناصر الأساسية التي تمد الجسم بفوائد كثيرة، فالكوب الواحد منه يحتوي على فيتامين (ب1) و(ب3)، وهذه الفيتامينات لها ميزة في تقوية الأعصاب وترطيب المعدة. كذلك لابد أن تحتوي وجبة السحور على البيض والفول والعسل لأن هذه الأطعمة غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية والزيوت التي تنشط عملية الهضم، فضلا عن ضرورة وجود السوائل بوجبة السحور، خاصة أنه كلما زادت مدة التواجد خارج المنزل كلما زادت كمية السوائل المفقودة من الجسم، أيضا الزبادي الذي يحتوي على كمية خمائر تنبه البكتيريا النافعة في المعدة لتكوين فيتامين “b” المفيد للجسم، كما تتوفر في اللبن، كما ينصح بتناول الحلويات الخفيفة أثناء السحور، لأنها تمد الجسم بالطاقة وتزوده بالسكر الذي يتناقص في الجسم، ويجعلنا نشعر بالتعب والإرهاق أثناء النوم، وكذلك تعمل على الإحساس بالشبع لمدة طويلة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]