بعدما أثارت رؤية هلال شهر شوال الجاري، جدلاً كبيراً بين عدد من الدول العربية، والاختلاف على أول أيام عيد الفطر السعيد، يتساءل الكثيرون عن مصير عيد الأضحى المبارك، وهل يمكن أن يشهد خلافاً أيضاً بين هذه الدول.
واحتفلت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى الثلاثاء الماضي الرابع من حزيران/ يونيو، بأول أيام عيد الفطر، بينما اختارت فلسطين والأردن وسوريا ومصر الاحتفال بأول أيام العيد يوم الأربعاء الخامس من نفس الشهر.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي الأيام الماضية، تساؤلات حول ما إذا كانت الدول العربية، ستتوافق فيما بينها على تحديد موعد الأول من ذي الحجة، خاصة، وأن هذا الشهر مرتبط بموسم الحج.
ويقول الشيخ إبراهيم خليل عوض الله، نائب المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وكيل دار الإفتاء الفلسطينية: إن ما حدث في بداية شهر شوال أمر عابر، لم يُقصد منه شيء من الطرف الفلسطيني، فيما يتعلق بأي مناكفة للعربية السعودية، خاصة وأنه لم تثبت رؤيته في فلسطين والدول المجاورة.
وأضاف أن "الحقائق العلمية، كانت تنفي إمكانية الرؤية، ونحن نعتمد في إثبات الشهر على الرؤية العلمية، وكان هناك تقديرات علمية مؤكدة وتقارير وقع عليها أكثر من 30 عالماً فلكياً ومسلماً، والهلال لم يدم بعد غروب شمس يوم 29 رمضان، سوى أربع دقائق فوق القدس".
وتابع: "كانت هناك تلسكوبات في القدس والخليل وعدة أماكن، ولم يأت لنا أي شهادة من الشهادات"، مشدداً على أنه "بالنسبة للحج، لا نتوقع أن يكون هناك اختلاف عليه، الحج يتم في المملكة العربية السعودية، وبالتالي لا توجد أي إمكانية لأي اجتهاد من أي طرف" كما قال.
وأكد عوض الله، أن المملكة السعودية، أعلنت أنها ستجتهد في اتباع طرق ووسائل جديدة، لضمان عدم الاختلاف والتأكد من الرؤية، وسيتم مراقبة الهلال من خلال البرج المتواجد في المسجد الحرام، وبالتالي نتوقع أن تكون هناك دقة أكثر لدى جميع الدول، خاصة فيما يتعلق بالحج، ولن تتم مخالفة السعودية من أي دولة في هذا الموضوع.
وقال نائب المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وكيل دار الإفتاء الفلسطينية: "أتوقع حتى لو وُجد أي خلاف قد يكون خلافاً اجتهادياً، وفي نهاية الأمر كل الدول العربية والإسلامية محكومة بمراسم الحج، وهي لا تقام إلا في مكة المكرمة".
وأضاف: "في بداية شوال المسألة كانت عبارة عن اجتهادات علمية، ونحن في فلسطين، متأكدون بأنه لا توجد إمكانية للرؤية، لأن الهلال لا يمكث إلا دقائق بسيطة، وبالتالي لا يمكن أن نخاطر بصيام المواطنين، وأن نقول إن هناك إفطاراً ونحن في داخلنا لا توجد رؤية".
وجدّد عوض الله تأكيده أنه بالنسبة للحج، تتم شعائره في مكة، وبالتالي لا نقبل للمسلم مخالفة ما تقره المملكة العربية السعودية.
وفيما يتعلق بعدد أيام شهر شوال، قال: إنه ستتم مراقبة الهلال يوم 29 شوال، وقد يكون 30 يوماً، وأيضاً شهر ذي القعدة نفس الحالة، وبالتالي سيتم تحديد موعد عيد الأضحى المبارك، حسب رؤية شهر ذي الحجة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]