لو ارتطم كويكب بالأرض، اسمه Psyche 16 وبعيد عنها 500 مليون كيلومتر، من دون أن يقضي على سكانها البالغين 7 مليارات وأكثر من 530 مليوناً، فسيصبح الأفقر بينهم مليارديراً بالتأكيد، والباقي من أصحاب التريليونات، إلى درجة أن مجلة Forbes الأميركية، ستصدر عددها السنوي الخاص بأثرياء العالم، مكوناً من ربع مليون صفحة على الأقل.
وبحسب ما نقلت "العربية"، الكويكب البالغ قطره 200 كيلومتر، اكتشفه في 1852 الفلكي الإيطالي Annibale de Gasparis الراحل في 1892 بعمر 72 سنة، ورقة يانصيب رابحة لجائزة فلكية من الصعب قراءة رقم قيمتها، فهو 10 بجانبه 18 صفراً، أو 10.000 كوادريليون دولار، ثمن ما فيه من معادن ثمينة، أهمها الذهب والنيكل والحديد والنحاس، وفق تقديرات NASA الناشطة بتجهيز مركبة لتطلقها في 2022 وتصل إليه بعد 4 سنوات، لا لتنقله من حيث هو جوال بين المشتري والمريخ، بل لتدرسه على كل صعيد، لعل وعسى يفيد البشر مالياً من الفضاء بطريقة ما.
أكثر المتفائلين بالإفادة من الكويكب المعتبر بين أكثر الأجسام كثافة بالنظام الشمسي، هي بروفيسورة وعالمة كواكب أميركية، اسمها Lindy Elkins-Tanton وعمرها 53 سنة، وهي مديرة "مدرسة استكشاف الأرض والفضاء" بجامعة أريزونا، وتصفها "ناسا" في موقعها بأنها كبيرة المحققين بالكويكب ومهمة دراسته، فقد ذكرت أنه لو تم سحبه بطريقة ما إلى منطقة في الفضاء قرب الأرض "فقد يمكن نزع قسم منه وإحضاره إليها، بحيث يغيّر وضعها الاقتصادي" برأي المشرفة منذ الآن على فريق مهمته إرسال مركبة اسمها أيضاً "سايكي" لتدور 6 أشهر حول الكويكب، وخلالها تدرس طبوغرافيته وخصائصه السطحية، كما وجاذبيته وحقله المغناطيسي، عبر تقنيات متوافرة في "ناسا" حالياً.
علماء غير ليندي تانتون، يعتقدون استناداً لأبحاث أجروها ومراقبات دقيقة على مراحل، إلى جانب ما حددته رادارات فضائية، أن "سايكي" الشبيه بحبة بطاطا، وفق ما نراه في 3 صور تعرضها "العربية.نت" أدناه، والتقطتها مجموعة Very Large Telescope القائم "مرصد الفضاء الأوروبي" بتشغيلها، هو ذو نواة من حديد ونايكل نقيين بالكامل "وكان هو نفسه قسماً من نواة كبيرة انفصلت عن كوكبها لأسباب غير معلومة بعد، وربما حدث الانفصال في وقت مبكر جداً من عمر المجموعة الشمسية" لذلك قالوا أيضاً إن دراسة البالغة مساحته 27 ألف كيلومتر مربع، أي أكثر بمرتين ونصف المرة من مساحة لبنان، قد تكشف معلومات حول كيفية تشكل نواة الأرض ونوى كواكب أخرى.
أما عن Psyche الذي أطلقته "ناسا" على أغنى كويكب حتى الآن في المجموعة الشمسية، فهو بحسب الوارد عنه في موقع وكالة الفضاء الأميركية، اسم آلهة حوراء مراهقة "خرجت من روح الحيوانات، ممتلئة بالعفة والإثارة والجمال والطهارة، وتزوجت من الإله كيوبيد، ابن الآلهة فينوس، الشهير بظهوره طفلاً يحمل سهماً. إلا أن فينوس أمرت بقتل "سايكي" لأمر ما، وبسرعة تدخل الإله جوبيتر وجعلها خالدة لا تموت"، وفقاً لما كان ورد بأساطير الميثالوجيا في اليونان.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]