منذ خمسين عاما تعيش عائلة أبو كشك في ضواحي مدينة اللد شرق يافا، بعد أن قدم جدها للعمل في بيارات الحمضيات التي التهمها لاحقا العمران الحديث.
وعلى مدار العقود الماضية، أنجبت العائلة الأبناء والأحفاد وأصبحت تضم اليوم تسعين فردا، غير أن ما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" ادعت أن العائلة تقييم في ملك ليس لها وربحت دعوى قضائية لإجلائها عن المكان.
واليوم تعيش عائلة أبو كشك أوقاتا عصيبة منذ أن أصدرت محكمة إسرائيلية قرارا يقضي بإجلاء كل أفرادها.
وتمثل عائلة أبو كشك نموذجا للتمييز العنصري الذي يعانيه الفلسطينيون في المدن التي يعيشون فيها مع الإسرائيليين.
وتقول أمال أبو كشك "طوال الوقت مهددون، وضعنا سيئ، نعيش في رعب كبارا وصغارا، أطفالنا لا ينامون بالليل".
ولعل الأطفال هم أصدق من يعبر عن حجم الوجع وعن مشاعر الفقد، إذ تقول لين أبو كشك "والله نشعر بالحزن، أين يمكننا النوم.. يعني تحت الشجر!".
وقد خاضت العائلة نضالا قضائيا استمر عشرة أعوام، لكن المحاكم لم تنصفها ولم تقدم لها السلطات الإسرائيلية أي بدائل تضمن لها أبسط مقومات العيش الكريم.
ويوضح عضو اللجنة الشعبية إبراهيم بدوية "هو استهداف للوسط العربي وللوجود الفلسطيني وأخذ هذه الأراضي تحت كل المسميات، كل دائرة لها مسمى، ولكن الاستهداف الأساسي هو وجودنا".
ويسكن في مدينة اللد نحو 27 ألف فلسطيني يواجهون سياسات التضيق والهدم من جهة، ومن جهة أخرى يصطدمون بواقع يصفونه بأنه عنصري يحول دون اندماجهم في أحياء يهودية يحظر عليهم شراء الشقق السكنية فيها.
وهذا هي حال الفلسطينيين في المدن المختلطة بالإسرائيليين، فهم يعانون من تمييز من السلطة المركزية التي تضع السياسات العامة، ومن السلطة المحلية التي تضيق عليهم عيشهم وتبقيهم في حالة انشغال دائم بالدفاع عن وجودهم وبقائهم.
المصدر: الجزيرة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]