حذر الشيخ كمال الخطيب، القيادي الإسلامي في الداخل الفلسطيني، من خطورة الوضع الذي يعصف بالمسجد الأقصى في الذكرى الـ50 لإحراقه قائلا: “إن النار ما زالت مشتعلة في الأقصى ولم تنطفئ بعد”.
وذكر أنه ما بين يوم 21 آب/ أغسطس 1969 و21 آب/ أغسطس 2019، خمسون عاما مرت على ذلك “اليوم الحزين؛ وهو اليوم الذي امتدت فيه يد الغدر واللؤم والحقد لتشعل النار في المسجد الأقصى المبارك”.
وأوضح الشيخ كمال الخطيب في مقابلة متلفزة معه، أن “هذه اليد لم تكن يد دينيس مايكل روهان اليهودي الأسترالي (الذي أضرم النار داخل الأقصى)، وإنما هي يد كل أولئك الذين خططوا وتأمروا وأرادوا أن تقترب الساعة التي يهدم فيها الأقصى ليبنوا هيكلهم المزعوم”.
وأكد الخطيب، أن “حريق الأقصى لم يكن بفعل مجنون”، منوها إلى أن “من قطع الماء عن كل أحياء مدينة القدس صبيحة ذلك اليوم، ومنع سيارات الإطفاء من الخروج من غربي القدس ومن رام الله والخليل لإطفاء حريق الأقصى؛ كل أولئك هم من أحرقوا المسجد الأقصى”.
ونوه إلى أن “المنبر الذي قدم هدية للأقصى يوم أن حرره الفاتح صلاح الدين الأيوبي، كان هو المراد والمقصد من إحراق الأقصى”، مضيفا القول: “كأنهم يريدون أن يقولوا لنا؛ انتهى عزكم ومجدكم، خاصة أن حريق الأقصى، جاء بعد أقل من سنتين على النكسة العربية الكبرى، يوم الخامس من حزيران/ يونيو 1967، والذي فيه تم احتلال القدس وتدنيس الأقصى”.
ولفت إلى أن “ما حصل يوم عيد الأضحى الأخير، من خروج بنيامين نتنياهو ليصرح بأنه هو من أصدر الأوامر باقتحام الأقصى في يوم العيد، نكاية واستخفافا وإشعارا بالذل؛ ليس لـ70 ألف مصل كانوا في الأقصى، ولا لـ14 مليون فلسطيني، ولا لـ400 مليون عربي، وإنما هي صفعة وجهت لـ1700 مليون مسلم؛ من أبسط واحد فيهم، وحتى الأمراء والملوك”.
وفي ظل هذا الوضع، “جاء وزير الأمن الداخلي في حكومته جلعاد أردان، ليقول: “نعم جاء الوقت الذي فيه يجب أن يسمح لنا بالصلاة في الأقصى”، الشيخ كمال خطيب الذي نبه إلى أن “كل هذه المؤشرات، تشير إلى أن القادم أعظم والهول كبير، وإلى شعور المؤسسة الإسرائيلية بالطمأنينة، وعدم الحرج وهي ترى المطبعين يهرولون لتقبيل يديها ورجليها”.
وتساءل باستهجان: “كيف لا تتجرأ إسرائيل وهي ترى قيادات عربية منخرسة وصامته، وباتت تبخل على الأقصى ببيان وموقف؟”، مذكرا بأن هناك لجنة أسست أسمها “لجنة القدس” بعد حريق المسجد الأقصى.
وتساءل مجددا: “ماذا تفعل هذه اللجنة؟ وماذا يفعل كل من ينتمون فعلا وحقا لهذه الأمة؟”، مؤكدا أن “ما يجري في المسجد الأقصى، لم يأت إلا بعد شعور المؤسسة الإسرائيلية بأنها تعيش حالة غير عادية؛ برفع الحرج عنها في كل شيء، وكيف لا وهي تسمع عربيا يقول إن المسجد الأقصى مثل مسجد في حارة من حارتنا؟ بل إن منهم من تجرأ بوقاحة وقال: المسجد الأقصى ليس حرما كحرم مكة والمدينة”.
وناشد الشيخ الخطيب قائلا: “يا كل العرب والمسلمين ويا أبناء شعبنا، المسجد الأقصى شرفكم، والنار التي اشتعلت فيه لم تنطفئ بعد، خمسون عاما والنار مشتعلة في الأقصى المبارك؛ نار الأنفاق، نار الاقتحامات، نار التدنيس ونار الكنس التي تحيط بالأقصى وكأنها المعصم من حوله”، مضيفا أنه “كيف لواحد منا أن يبتسم، وما زال المسجد الأقصى بيد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني؟”.
وقال القيادي الإسلامي: “الأقصى حرر بعد 90 عاما من الاحتلال الصليبي، حتما سيتحرر وإن مر 70 عاما على الاحتلال الإسرائيلي؛ وهذا يقين لا ريب فيه، ولكن لكل منا أن يسعى لينال مساهمة في هذا الشرف، أم إنه سيظل صامتا منخرسا، ليسجل عليه التاريخ أنه لم يحظ بشرف المساهمة ولو بكلمة أو موقف أو أقل من ذلك في تحرير المسجد الأقصى المبارك”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]