رغم أن عملية دوليب التي أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة آخرين، قد مرّ عليها نحو أسبوعين؛ إلا أن التحقيقات الاسرائيلية ما تزال قائمة على قدمٍ وساق، في محاولة لمعرفة كل حثيثات الوصول لمنفذ العملية أو الجهة التي تقف ورائها، حيث أن هناك الكثير من الاحتمالات الإسرائيلية التي تصفه بالعمل المنظم وليس الفردي.
وكان فلسطينيون قد فجّروا عبوة ناسفة في مدخل مستوطنة دوليب في وسط الضفة الغربية، ما أدى إلى مقتل مستوطنة إسرائيلية وإصابة 2 بجروح ما بين طفيفة وخطيرة.
وقال موقع واللا الإسرائيلي، إن العملية قام بتنفيذها تنظيم مسلح، مشيرًا إلى أن محققي جهاز الأمن العام الشاباك يحتاجون للصبر وطول النفس لاستكمال مهامهم الأمنيّة حتى انتهاء التحقيقات.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك يبذلان جهوداً كبيرة وحثيثة للعثور على منفذ عملية مستوطنة دوليب، مبيناً أنه رغم الاعتقالات المتلاحقة، فإن الجيش والمخابرات تحاول الوصول لحقيقة ما حصل.
وتدور التساؤلات الاسرائيلية في إطار: "هل نحن أمام هجوم مسلح منظم مؤسس وموجه من تنظيم فلسطيني بعينه، أم ما حدث ناجم عن مجموعة تنظيمية محلية، وهذا يعني أن جهات التحقيق الإسرائيلية أمامها وقت طويل لمعرفة حقيقة ما حصل بالضبط، بانتظار إلقاء القبض على المتهمين، وجمع الإفادات".
وكانت قامت قوات الجيش الإسرائيلي بقيادة الجنرال عيران نيف قائد فرقة الضفة الغربية، بعملية مطاردة مكثفة مشتركة مع جهاز الأمن العام الشاباك، وصولا للعثور على طرف خيط استخباري للوصول للمنفذين، من خلال تنفيذ سلسلة اعتقالات فور ساعات قليلة فقط من تنفيذها، وفي الأيام التي تلت تنفيذها.
ويقول الصحفي أمير بوخبوط في تقرير له بالموقع، أن ما نتج عن ذلك هو اتضاح حقيقة أن العملية قد نفذت من قبل تنظيم مسلح، وليس جهدا ذاتيا، يعلق: "تم إحالة جميع المشتبه بهم للتحقيق لدى الشاباك للوصول للحقيقة، وبعكس عمليات الطعن بالسكاكين والدعس بالسيارات وإطلاق النار من سلاح ناري، فإن هناك اشتباها بأن العملية سبقها قيام عدد من العناصر بالتحريض عليها، فيما اتخذ المنفذون قرارا مستقلا للاستيقاظ صباحا، وقتل المستوطنين اليهود.
وأكد أن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية اتخذت قرارا لتوجيه دفة التحقيق الأمني حول طبيعة المجموعة التي اتخذت قرار تنفيذ العملية: هل هي تابعة لحماس في الضفة الغربية، أم تنظيم محلي دون توجيه من قطاع غزة أو خارج الأراضي الفلسطينية".
وأشار إلى أنه "في مثل هذه العمليات التي كانت تحصل في أحداث سابقة وقف خلفها عناصر تخطط للعملية، وأخرى تمول، وثالثة يوجهون الخلية للعمل، ورابعة مساعدون ميدانيون، وقد أدرك الفلسطينيون من خلال تجاربهم السابقة أن هذه الخلية أو تلك يجب أن تنزل تحت الأرض، وليس فقط الانسحاب من مكان العملية".
وختامًا قال بوخبوط إنه من الواضح في هذه المرحلة، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية مدعوة لإبداء مزيد من الصبر وطول النفس لاستكمال مهامهم الأمنية حتى انتهاء التحقيقات، في حال تطلب الأمر، وكل ذلك يعني ان الملاحقات الجارية في هذه الأثناء خلف منفذي العملية لم تنته بعد.
وردًا على هذه العملية كان قد أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بإعداد خطة لبناء 300 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، في مستوطنة دوليب.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]