وصل موقع يافا 48 رسالة جريئة من سيدة مطلقة تتحدث خلالها عن طريقة تعامل المجتمع والأسرة والأصدقاء مع السيدة المطلقة، ونفتح لكم المجال لإبداء آرائكم في هذه القضية، وهنا نص الرسالة كما وصلتنا ...
أعوام كثيرة مضت هي بالنسبة لي رحلة مثقلة بالألم في طريق أبكاه ظلم مجتمع ظالم ومظلم.
لا يهم من أكون ولكن في النهاية أنا من لم تحسن العشرة, أنا من لم ترع حق الشريك, أنا المجرمة بلا ذنب والمدانة بلا تهمة.
فالزوج قليلاٌ ما يكون خائن أو بخيل أو سيء الطباع أو ضعيف الدين والعقل .
انا التي تركني من أحب من الصديقات المقربات بمجرد طلاقي فلا يجوز ان تكون صديقاتي متزوجات ويأتين لزيارتي وحدهن من غير" أزواجهن" وأنا المطلقة التي تعيش وحدها في البيت, أولئك الذين كان لا ينفض مجلسهم في بيتي ,فجأة يتخذون قراراٌ غريباٌ بأنه لا يجوز أن يجلسوا عندي مع" زوجاتهم" وأنا وحدي ......نعم لا يجوز....بل من الأفضل ان أعيش وحدي وأعارك الحياة وحدي وأربي أطفالي وحدي وأضحك وحدي وأبكي وحدي ولا يكون لي أحد إلا الواحد الأحد .
وفعلت ذلك.. ولم ير أطفالي "رجال" كثيرين في حياتهم لأن الرجال اختفوا فجأة من حياتهم مع اختفاء أبيهم الذي وافته المنية بعد سنوات قليلة من انفصالي عنه , عاش أطفالي بلا حضن ولا مداعبة ولا تربيت على الأكتاف من قبل "الرجال" حتى من إخوتي الرجال وليس كلهم واللذين كانوا يدخلون علي في العيد وليس كلهم ناسين تماماٌ الحضن والتربيت والمداعبة وتوجيه الإهتمام لأطفالي .
سألت يوماٌ أحد الملتزمين الذين يؤمون مساجد الله ليلا نهارا "عذرا يا أخي ألا تتدارسون القرآن والأحاديث النبوية في المساجد ؟قال "بلى" قلت " ألم يمر عليكم موضوع إكرام اليتيم وملاطفة المساكين ؟ قال " بلى" قلت "وكم من الوقت تستغرق دروسكم اليومية "؟ اجاب "ثلاث ساعات تقريبا "
قلت "فلما لا تتدارسون ساعة ونصف وتنزلون إلى ساحة العمل الساعة والنصف الأخرى لتنفذوا ما تعلمتموه على أرض الواقع ؟؟ فهناك الكثير من الايتام والفاقدين آبائهم بانتظار شباب أمثالكم تمسكون بأيديهم وتتحدثون اليهم وتتقربون منهم وتخرجوهم من بيوتهم لتوفروا لهم بصحبتكم شيء افتقدوه منذ زمن " فسكت......
آه ايها الرجال لو تعلمون بما يشعر الأطفال في المناسبات المختلفة عندما يرون اصدقاءهم مع آباءهم وهم مع أمهم التي تلتقط أنفاسها من هنا وهناك وتجمع ما تبقى لها من قوة لتلهي أولادها عن هذا المشهد المؤلم "بالنسبة لهم".
أخواتي المطلقات والأرامل لعلنا ارتمينا في أحضان القهر ونهشتنا بقايا أمل ولكننا كالأشجار تموت واقفة.........
الغريب يا اخواتي أن هناك "رجال" يعرفون جيداٌ أن المرأة كتلة من الأحاسيس والمشاعر المرهفة وبالرغم من ذلك لم يقم أحد من "الرجال المتفقهين في الدين" المبادرة بمشروع معين كتزويج النساء أحاديات العائلة مثلاً أو الاهتمام بهن عن قرب "وما أقصده هنا سيكون موضوع بحد ذاته لاحقا" والأغرب في الموضوع أنهم يبادرون فعلا إذا كان المطلق أو الأرمل رجلا لأنه يصبح بنظرهم مسكين لا يستطيع العيش بلا زوجة تعينه على متاعب الحياة.
والمطلقة........ وتماشيا مع الظروف المفروضة عليها تجد نفسها امام أمر واقع لا مهرب منه وهو ,أن تخرج من بيتها باحثة عن عمل لأنها مجبرة على الاهتمام بالبيت وكل ما يلزمه من نفقات ويجب أن توفر الراحة لأطفالها ويجب ان تملأ أوقات فراغهم لتكون أم مثالية ويجب ويجب ويجب...... وأهم من هذا كله يجب عليها أن تكبح جماح غرائزها وكأنها لوح خشب والويل ثم الويل لها اذا نطقت بالصدفة أمام واحد من "الناس" كم هي مشتاقة الى رجل يداعبها ويلاطفها ويربت على كتفها ويعينها على مشوارها في الحياة ....... إياك يا امرأة أن تقولي شيء مثل ذلك إياك أن تتفوهي بهذه الكلمات ما حييت أبدا لأنها كلمات محرمة عليك لأنك ببساطة من تلك اللحظة ستتحولين الى امرأة مراوغة لعوب تحب الرجال وستلاحظين انفضاض نساء الاسرة الكريمة من حولك مستجمعات كل ما أوتين من قوة لإبعاد رجالهن عنك لأنك ودون قصد أضأت ضوء الخطر وتفوهت بكلمات كان يجب أن تحتفظي بها لنفسك وفقط لنفسك..وعلى ضوء ذلك أقولها لك بكل قوة وحزم
إياكِ ثم إياكِ ثم إياكِ من التورط في علاقات عاطفية غير مشروعة فليست تروي ظمأ ولا تشفي غليلا وهي طريق قصير نحو الحسرات والمشاكل.
اختي المطلقة المنطلقة وللحديث بقية..........
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]