تصوير: منير الوحيدي
في أجواء سادها جو العفو والتسامح ، والاخوة والتعالي والسمو فوق الجراح ، سطرت عائلة ال ابو شريقي الليلة اسطورة من الشيم الاصيلة التي يتسم بها مجتمعنا العربي الابي في داخلنا الفلسطيني الجريح ، الذي نزفت دماؤه غزيرة في الايام الاخيرة.
ال ابو شريقي استقبلوا مساء اليوم عائلة الشاب خالد برهومة الذي دهس عن طريق الخطأ وقدر الله ، الطفل الشهيد باذن الله رياض بسام ابو شريقي الزبارقة.
جاهة الصلح المحلية في اللد والرملة، حسن الصانع ، عرفات ابو معمر يوسف جبر ابراهيم بن فرج واخرين ، بادرت الى احتواء الازمة قبل استفحالها وبادرت الى طي هذه الصفحة الاليمة والقاسية في بلدنا الحبيب اللد..
والد الطفل المرحوم واخوته وال ابو اشريقي صفحوا عن ال برهومة ، الذين ايضاً بدورهم قاموا بتقديم واجب العزاء لال ابو شريقي
اجواء من كظم الغيظ والعفو عن الناس والمسامحة سادت خيمة العزاء ، في زمن عزت مثل هذه المواقف الاصيلة التي تميز شعبنا العربي الاصيل ، ودعا المتحدثون ان يحذو الجميع في وسطنا العربي حذو ال ابو شريقي الذين سطروا هذا المساء ملحمة كبرى ستتحدث عنها لاجيال القادمة عن معنى الصفح والعفو والتسامح .
بارك الله في من بادر من لجنة الصلح واهل الخير والاطراف المعنية ايضاً في الحادث ورحم الله رياض واسكنه فسيح الجنان.
وكان الفتى رياض بسّام أبو شريقي "13 عاماً" قد توفّي بعد تعرّضه لحادث دهس من قبل درّاجة ناريّة أثناء قيادة درّاجته الهوائيّة في مفرق بن شيمن قرب مدينة اللد، عصر الأربعاء الماضي.
وقد قال السيّد أمير أبو شريقي تعقيباً على موقف العائلة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عزّ وجلّ ورسولنا الكريم، فالتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم.
فالحياة قصيرة تمضي دون توقف فلا داعي لنحمل الكُره والحقد بداخلنا بل علينا أن نملأها حب وتسامح وأمل حتى نكون مطمئنين مرتاحو البال، وهو يقرب الناس لنا ويمنحنا حبهم، وهنا أجمل الكلام عن التسامح: قال تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) صدق الله العظيم.
الحمد لله.. تم اليوم التصافح والمسامحه من قبل عائلة ابو شريقي - اللد واستقبال آل برهومه (عائلة سائق الدراجه النارية). هذا ما امرنا به الله عز وجل ونبينا وحبيبنا محمد صلوات الله عليه وهذا ما تربينا عليه من اجدادنا وكبار عائلتنا الكريمة.
ونأمل أن نكون قدوه للاخرين بالتسامح والاخوه بين الناس في بلدنا الحبيب اللد وسائر مدن عرب الداخل. ومن هنا احب ان اوجه باسمي وباسم عائلة ابو شريقي جميعاً الى كل من ساهم في هذه الخطوة الجريئة والمباركة.
جزاكم الله كل خير.. ونسأل الله عز وجل أن يرحم فقيدنا وان يلهمنا الصبر والسلوان وأن يشفي الشاب خالد برهومه وأن يرده لاهله سالم غانم.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]
