عقدت جمعيات تركية، الجمعة، بمدينة إسطنبول، مؤتمرا صحفيا دعما لحملة دولية لنصرة الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، في مواجهة إسرائيل.
ووفق وكالة الأناضول، نظمت المؤتمر الصحفي “المؤسسة الدولية للعدالة وحقوق الإنسان” (تركية غير حكومية)، برعاية مجموعة من منظمات مجتمع مدني محلي، على هامش فعاليات الحملة الدولية لنصرة الشيخ رائد صلاح.
وتأتي الحملة التضامنية قبل جلسة النطق بالحكم النهائي فيما يخص التهم الموجهة إلى الشيخ صلاح، الإثنين المقبل، في محكمة الصلح في مدينة حيفا.
وبالمؤتمر الصحفي، دعا المحامي خالد زبارقة، رئيس هيئة الدفاع عن الشيخ صلاح، إلى رفع الصوت للتأكيد على أن الأخير ليس وحيدا، فـ”القضية التي يحملها الشيخ هي قضية الأمة والعرب والأتراك وكل العالم الحر”.
وأضاف: “على الاحتلال الإسرائيلي والصهيونية العالمية أن تسمع هذا الصوت من هنا من تركيا من إسطنبول عاصمة الخلافة والأحرار في كل العالم”.
ولفت زبارقة إلى الحالة الصحية السيئة للشيخ صلاح، إذ أنه رغم سوء حالته الصحية، فإنه يضطر للانتظار فترات طويلة حتى تأذن له المحكمة الإسرائيلية بالخروج للعلاج.
وتابع: “هو في حبس فعلي وعزل انفرادي، وفي حبس منزلي في بيته بشكل كامل وتام، ممنوع من استقبال الجمهور سوى القرابة من الدرجة الأولى والثانية، وممنوع من استقبال الصحافة ومن كل أدوات الاتصال”.
وتساءل عن سبب مطاردة الاحتلال الإسرائيلي لخطيب المسجد الأقصى، عكرمة صبري، البالغ من العمر 80 عاما، معتبرا أن الهدف من ذلك “تقييد الرموز الدينية التي ترمز إلى الأقصى، وفرض صفقة القرن على المسجد الأقصى”.
من جهته، شدد المحامي ياسين كياجي، رئيس “المؤسسة الدولية للعدالة وحقوق الإنسان” على أن صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخرا، “خيانة للشعب الفلسطيني وضمان شرعية الاحتلال الاسرائيلي، ما يعني المزيد من الحرب والعنف ضد الأراضي الفلسطينية”.
وندد كياجي في بيان تلاه بالمؤتمر نفسه، بسجن الشيخ صلاح الذي سعى للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وحصل على دعم في الأراضي الفلسطينية، والذي لا زال يواجه تهديدا بالسجن بعد الإعلان عن “صفقة القرن” المزعومة.
ورأى أن الهدف من تهديد الشيخ هو القضاء على جميع الجهات المناهضة للاحتلال بطريقة غير شرعية، وهذا يتعارض مع مبادئ القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.
وأشار أن إسرائيل تفعل ما بوسعها من أجل إسكات صوت الشيخ رائد وإيقاف أعماله للقدس، محذرا من احتلال الأراضي الفلسطينية ومدينة القدس، والمخاطر التي تنتظر المسجد الأقصى.
ودعا كياجي جميع وسائل الإعلام والمؤسسات والمنظمات الدولية إلى تقديم دعم للشيخ رائد صلاح وأصدقائه الذين ضحوا بحياتهم من أجل كرامة وحرية الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأدانت محكمة إسرائيلية في مدينة حيفا (شمال)، في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي الشيخ رائد صلاح بـ”التحريض على الإرهاب” و”دعم تنظيم محظور”، حسب إعلام عبري.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف إسرائيل الشيخ صلاح بسبب نشاطاته، فسبق أن سجن عدة مرات، آخرها عام 2017، قضى منها 11 شهرًا في عزل انفرادي، بعدها تم الإفراج عنه بقيود مشددة، شملت إبعاده عن بيته ومدينته أم الفحم.
وفاز الشيخ صلاح، في 28 يناير/كانون الثاني 2013، بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام في السعودية.
وكان الشيخ صلاح من مؤسسي الحركة الإسلامية في إسرائيل، بداية السبعينيات من القرن الماضي.
وفي عام 1996، حدث انشقاق داخل الحركة، بعد قرار رئيسها الشيخ عبد الله نمر درويش، خوض انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وهو ما رفضه صلاح، وترأس على إثره ما عرف بـ”الحركة الإسلامية-الجناح الشمالي”.
وكان الشيخ صلاح قد نجح قبل ذلك -وتحديدا العام 1996-في قيادة جهد الحركة الإسلامية لترميم المصلى المرواني داخل الأقصى، في غفلة من السلطات الإسرائيلية إلى أن تم افتتاح بوابات المصلى الكبيرة أمام المصلين عام 2000.
وكانت هذه بداية المواجهة مع السلطات الإسرائيلية، التي تردد آنذاك أنها تريد تحويل المصلى المرواني، الذي تطلق عليه اسم “اسطبلات سليمان” لكنيس يهودي.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]