منذ مطلع الشهر الماضي، تُشاهد عشرات الحافلات التي تُقل طلاب المدارس من الوسط اليهودي ومن كافة المراحل التعليمية وحتى من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى مدينة يافا، حيث حلّ الطلاب نزلاء على المدينة، وذلك في اطار المناهج التعليمية لمدارسهم، والتي من خلالها يتعرفون على طبيعتها ويستشعرون أهميتها بالنسبة لايمانهم وعقيدتهم ...!
وقد عجّت المدينة بعد انتهاء موسم الأعياد، بآلاف الطلاب اليهود من تل ابيب ومناطق المركز والشمال، وشوهدوا يتجولون في الميناء وحي العجمي، ومتنزه العجمي، وأزقة حي الجبلية، وذلك بصحبة مرشدين من الوسط اليهودي.
وأمام هذه المساعي نُلاحظ غياباً تاماً لأبنائنا من هذه الفقرات الثقافية والتعليمية، فلماذا غابت عن الادارات التربوية في المدارس العربية أهمية هذه الجولات للتعرف على معالم المدينة؟، أليس أهل المنطقة أولى بمدينتهم من غيرهم؟، أما آن الأوان أن يُذوّت رجالات التربية والتعليم في (يافا، اللد والرملة) أهمية تاريخ هذه المدينة في نفوس الطلاب؟، وأن الانتماء لها يتأتى من خلال التعرف على تاريخها وحاضرها، وأنه لا مفر أمامنا سوى أن نعزز من فرص أن يتعرف أبنائنا على تاريخ ومكانة المدن (يافا، اللد، الرملة).
لماذا غاب عن الأذهان تنظيم مثل هذه الجولات لطلابنا؟، أما آن لنا أن نستبدل الرحلات والجولات التي لها تأثير وانعكاسات سلبية على مستقبل "أبناء الجيل"، مثل زيارة متحف اسرائيل، أو جولة في حديقة الحيوان، أو جولة ترفيهية في لونا بارك، أو تنظيم فعاليات في يوم المسخرة؟، وجولات أخرى لا معنى لها.
انها دعوة لكل المربين والمدارس أن يعيدوا النظر في برنامج جولات أبنائنا، والاهتمام أكثر نحو تذويت معاني الانتماء والقومية والوطنية، والتعرّف على تاريخ المدينة، فيافا، اللد والرملة مدن لها تاريخ ناصع، وهي أولى من أن يقضي أبنائنا خير ساعاتهم فيما لا يجدي نفعاً، فإن التعرّف على هوية مدننا يتأتى منه حتماً الانتماء والتعرّف على الذات، ومن شأنه أن يعزز لدى الجيل معاني الوطنية والانتماء.
وعلى المربين أن يتبنوا هذه الفكرة حتى في الصفوف الدنيا، وأن يستمر موضوع تعلم تاريخ المنطقة يافا، اللد والرملة كمنهاج حتى التخرّج، وبالامكان تبني حصة اسبوعياً على مدار 12 سنة تعليمية لتعريف الطلاب على مدينتهم وتاريخها، وفي متناول اليد الكثير من الحصص التعليمية التي يتم دعمها من قبل البلدية والوزارة وبالامكان استغلالها في هذا الاطار.
يشار إلى أن وزارة السياحة أوعزت لكافة البلديات في المنطقة لتعزيز السياحة الداخلية في تل ابيب ويافا، وبناء عليه فقد وصلت نسبة السياحة الداخلية لمنطقة يافا تحديداً في السنة الماضية الى 2 مليون سائح محلي.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]