طالما سمعنا في الوسط العربي, كلمة تهويد تتردد على الألسنة بين الفينة والأخرى,على السنة العامة والخاصة, وبخاصة تهويد الجليل, ذو الأكثرية العربية, وتهويد النقب, ولم يحمل احد هذه المقولة على محمل الجد, ربما لأننا كنا نعتقد أنها مجرّد كلمه لا أكثر, وأنها لا تتعدى الحلم, حتى عندما ترددت هذه الكلمة على الالسنه في مدينة يافا عن تهويد يافا, منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن, لم يكترث احد, بهذا القول, لنفس الاعتقاد أن الأمر لا يتعدى الخيال والحلم, لم نكن نعلم أن غيرنا يُحوّل الخيال إلى واقع, والحلم إلى حقيقة, ظننا أن غيرنا مثلنا يعيش في الوهم ويسبح في الخيال, اليوم تهويد المدن المختلطة عكا ويافا واللد والرملة, كما النقب والجليل, تعدى الكلمة, وتعدى التخطيط إلى التنفيذ, وأصبح التهويد معلنا وعمليا على الأرض, هذه الحكومة نواياها معلنه لم تخفيها, وهي ليست بحاجة لإخفائها والتستر على هذا المخطط, لان العرب كلٌ يتجه إلى قبله, يأبون الاجتماع على قبلة واحده, لذلك هم عاجزون عن عمل شيء, شغلتهم المناصب والكراسي, فهم في صراع عليها محتدم لم ينته, ولم يتوقف, هذا الصراع أضف إليه انتماءاتهم, وولاءاتهم, وإخلاص كل منهم للجهة التي ينتمي إليها ويواليها, أكثر من إخلاصه لأرضه وبلده ومبادئه.
في يافا القيادات على اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم وولاءاتهم, يُعبّدون الطريق للتهويد من حيث لا يشعرون, بخلافاتهم على أمور لا تساوي ذرة تراب من تراب يافا, لا احد منهم يرضى أن يكون جنديا في الساحة, الكل يزاحم على القيادة, الكل يريد أن يكون في المقدمة, وصاحب الكلمة الاخيره والفيصل فيها, الكل ملوك كملوك الطوائف, يتربص بعضهم ببعض, ويتحالف طرف مع طرف, لإضعاف وإلغاء طرف من الأطراف, ويبحث البعض عن عيوب بعض, ليعيبه ويشهّر ويطعن به بين الناس بمختلف الوسائل والمناسبات, بغية تشويه صورته في المجتمع, من المستفيد من هذا السلوك؟ المتربصون بنا, الذين يخططون, ويدبرون لاقتلاعنا من أرضنا وتهجيرنا منها, هم المستفيد الوحيد, فهذا السلوك وهذا التعامل بين الفرقاء يُعبّد الطريق أمام التهويد, ويجعله سهلا ومختصرا للقادمين الجدد إلى يافا.
من اجل إنهاء هذا الصراع, وهذا الاقتتال الخفي, بين أبناء البلد الواحد والوطن الواحد, ومن اجل المصالحة, والمصلحة, ومن اجل إصلاح ما يمكن إصلاحه, من اجل إنقاذ يافا, البلد الذي يدّعي الكل حبه, من اجل البقاء, من اجل الوجود, من اجل المصير, من اجل المستقبل, مستقبل الأولاد, والأحفاد, وأولاد الأحفاد وأحفادهم, لا بد للجميع أن يجلس حول الطاولة للحوار, لا يجوز لأحد التخلف, والتغريد خارج السرب لوحده, لأنه إذا سقط لن يستطيع احد إنقاذه, الحوار بات ضرورة بين جميع الفرقاء, مؤسسات وجمعيات وحركات, حوار يضم الجميع ولا يستثني أحدا, الحوار هو الأسلوب الأمثل لإزالة أي خلاف, وهو الأسلوب الراقي والحضاري, ويمكن القول انه الأسلوب الديمقراطي للنقاش والبحث عن الحلول لمختلف القضايا, لأنه لا مجال لطرف من المتحاورين أن يفرض رأيه على الآخرين, والطرف الذي يرفض الحوار, معناه انه يرفض الآخر, يرفض الحلول, يرفض إيجاد مخرج, والذي يرفض الحوار نضع تحته خط, وأكثر من علامة سؤال, لأن رفض الحوار حول قضيه مصيريه, يطرح العديد من التساؤلات, وبخاصة لمن يدعي الوطنية والانتماء لهذا البلد ويتغنى بحبه وعشقه,
بالحوار تتقارب وجهات النظر, الحوار يزيل الكثير من اللبس والغموض, ويزيل الكثير من الشكوك, إذا رجّح المتحاورون المصلحة العامة على الخاصة رشدوا وافلحوا, والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
سعيد سطل أبو سليمان
28-11-2011
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]