لقي قرار عودة الطلاب الى المدارس، بعد اغلاق دام لاكثر من شهر ونصف، معارضة شديدة من قبل مسؤولين واهال، الذين يخشون على صحة أولادهم في ظل انتشار فيروس كورونا، وانعدام وسائل الوقاية في المدارس العربية.
وقد التقينا بعدد من المسؤولين والأهالي في المدينة للحديث حول قرار إعادة الطلاب الى مقاعد الدراسة.
المحامي عبد الكريم زبارقة عضو بلدية اللد ومسؤول ملف التربية والتعليم للجمهور العربي في اللد، قال"مبدئياً انا ضد عودة الطلاب الى مقاعد الدراسة، ولكن اقر بالقرار القطري للجنة الطوارئ العربية والتي تبنت قرار لجنة الصحة القطرية بارجاع الطلاب تدريجيا بشرط جهوزية المدارس وليس في الاماكن الموبوءة" .
خلال الأيام الأخيرة أقيمت جلسة للمجلس البلدي في اللد بشكل شبه استثنائي، مواضيع البحث عادية ولكن لم تتطرق اي منها للمدارس والروضات وخصوصاً العربية والتي طالبت منذ إقرار عودة الطلاب، بالعمل على تعقيم وتنظيف وقص الاعشاب والاشواك التي تملأ الساحات، بالإضافة لتزويدهم بالمعدات والمواد. ورغم طرحي لموضوع جهوزية المدارس العربية بعد قرار افتتاحها الا ان الجواب كان غير موضوعي على الاطلاق" .
وأضاف زبارقة: "عندي خيبة أمل كبيرة من الاهتمام غير الكبير لجهاز التربية والتعليم؛ بعدم اعطاء الموضوع مكانه المناسب. وكأنه لا يوجد 8،500 طالب عربي ما زالوا في البيوت خوفا من تفشي فيروس الكورونا؛ وبنفس الوقت يتغنوا بان الطلاب اليهود عادوا الى مقاعدهم (في الواقع اقل من 5% عادوا بشكل متقطع).
انا دعوت الى اغلاق المدارس قبل قرار الحكومة باغلاقها وبعد يومين اعلن رئيس الوزراء لاغلاقها واعتقد ان اغلاق المدارس منع اصابة الاطفال.
قرار الحكومة اليوم الذي يعيد الطلاب الصغار خصوصا هو قرار اقتصادي بحت لا يمت بصلة للصحة وتعليمات الصحة والتي تقول عكس ذلك. نحن في اللد وكمسؤول ملف التربية والتعليم العربي ضد اعادة الطلاب ولكن لن نمنع الاهل بالقوة، ونحن نرى ان التفشي في المجتمع العربي ظهر مؤخراً.
قمت بمتابعة تجهيز المدارس مع مديري ومديرات البساتين ولكنني لست راضيا تماما عن الجهوزية لعدم تنفيذها بشكل أساسي؛ ولكن سنواصل متابعة 11 مدرسة وما يقارب 45 روضة، ورغم انني لا اتوقع عودة الطلاب بشكل ملحوظ وقد يكون افراد هنا وهناك ولكن سنستمر مع اباء وأمهات طلاب اللد لنيل حقوقهم".
وقال الناشط الاجتماعي في مدينة اللد فخري الشرايعة، حول عودة الطلاب الى المدارس: "أعلنت وزارة الصحة ان عودة الطلاب الى المدارس هو امر يشكل خطرا على الطلاب، لكن الحكومة مصممة على فتح المدارس وعودة الطلاب الى مقاعد الدراسة. ومن هنا أقول ان أولادنا ليسوا حقل تجارب للحكومة، ولا حقل تجارب لدفع عجلة الاقتصاد. انا ضد عودة الطلاب الى مقاعد الدراسة في الوقت الحالي، حتى يتم اكتشاف لقاح او دواء ناجح وفعال ضد فيروس الكورونا".
وفي حديث مع عضو بلدية اللد محمد أبو شريقي، قال: "هناك اهمال وعدم اهتمام بوسطنا العربي من قبل وزارة الصحة ورئيس الحكومة، بترك الوسط العربي وعدم الاهتمام به، خاصة بعد توصيات مدير عام وزارة الصحة. للأسف الشديد الوسط العربي مهمش في هذا المجال. نحن لا نريد إعادة طلابنا الى المدارس، لان جميع الوسائل التي من المفروض توفيرها في المدارس مثل التعقيم والمياه والصابون ومواد التنظيف غير متوفرة في مدارسنا العربية. وانا أقول ان الروضات في مدينة اللد تعاني من الإهمال الشديد، فالبلدية لم تهتم بتنظيف الأعشاب في البساتين ورياض الأطفال. وكلمة حق تجاه المحامي عبد الكريم زبارقة، مسؤول ملف التربية والتعليم في اللد، الذي يقوم بمجهود كبير، حيث كان هناك تنظيف للاعشاب بالأمس في بعض الروضات، ولكن لا نريد ان يكون أولادنا حقل تجارب، بل نريد توفير جميع وسائل الوقاية الصحية لابنائنا ليعودوا الى مدارسهم بشكل آمن ومنتظم. لا أرى في الظرف الحالي مكانا لعودة الطلاب الى مقاعد الدراسة، وعلينا الانتظار حتى نهاية شهر رمضان المبارك وبعدها العودة بشكل منتظم، ونأمل ان يكون الوضع حينها افضل بكثير".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]