لم اُصعق حقا من الخبر الذي نشره احد المواقع بان وزارة التجهيل والهبيل وبلدية روني العليل قررتا دعم قرار مدير مدرسة "عيروني ز" العنصري بأنه يتوجب على الطلاب العرب التحدث بالعبرية داخل الصف والا فالعقاب سيكون حاسما. وقد "سمحت" الوزارة للطلاب العرب(وحياة الله؟) التكلم بالعربية في الساحة وخارج الصف فقط بما ان الأغلبية يهودية وتتكلم فقط لغة ابناء العم والهم على الرغم من ان اللغة العربية هي لغة رسمية في البلاد الامر الذي يتناساه الطغاة في بلادنا.
وقد اثار هذا القرار سخط العرب في مدينة يافا ولكن هذا السخط كما يبدو لم يؤثر على النفوس المريضة في الوزارة وبلدية الترانسفير البطيء. فهذه القرارات التي تذكرنا بقرارات اتخذتها اوروبا في ايامها السوداء لم تؤثر كما يبدو على العنصريين في المؤسستين، بل ضرب المسئولون هناك تلك الذكريات عرض الحائط ليثبتوا ان تطبيق نظرية التضامن مع ممارسات المحتل مشروعة . ولم يخجل المسئولون من هذا المطلب الذي وان دل فانه يدل على المحاولات الفاشية الاستعمارية من قبل المؤسستين صهر البقية الباقية من فلسطينيي الداخل في يافا داخل الكينونة الإسرائيلية العنصرية لتكون الخطوة الأولى لعملية عدم الهوية القومية لعرب يافا. وبعد ان قامت بلدية تل ابيب بهدم اغلبية المعالم العربية لهذه المدينة الصامدة تسعى وبكل ما أوتيت من قوة لطرد اخر ما تبقى من حياتنا وهي لغتنا وهويتنا وحضارتنا لنبقى افرادا نخلو من اي هوية ولتحولنا الى نكرات لا تعريف لنا. فتصوروا لو ان مدرسة أوروبية طلبت من طلاب إسرائيليين التكلم بالإنجليزية فقط في صفوف الجامعات الأجنبية وعدم تكلم العبرية، لهب بنو صهيون فارعين هارعين الى المؤسسات الدولية ليتهموا تلك الجامعات بالا سامية وحتى لتوجهوا الى اوباما وبابا وماما ليلغوا هذا القرار ولقام احدهم بتقديم دعوى قضائية للحصول على بعض القروش لانهم حقا لا يحبون المال اطلاقا!!
اما وزارة التجهيل، التي يرأسها جدعون ساعر، والذي كان اول من طالب عدم تدريس النكبة في المدارس العربية، فبدعمه لقرار هذا المدير العنصري يأبى الا ان ينفذ وصية أسياده بزرع سياسة التجهيل والعدمية القومية بين الطلاب العرب ليكون الابن الحسن لمؤسسة صهيونية تكره الارض التي يسير عليها العربي اينما كان.
فمع احترامي للمتظاهرين وفكرة المظاهرة، فهذه الخطوة تبقى نباتية في هذه المعركة الحاسمة.فانا اذكر نضالات ناجحة اخرى شنها العرب في يافا ضد بعض المدارس الاهلية التي اثمرت عن نجاحات لا يستهان بها.فهذه المدرسة العنصرية لا تستطيع الصمود امام هبة يافية عربية قوية من إنتاج خيرة شبابنا البواسل لتثبت للقاصي والداني أن احدا لا يستطيع نزع وجودنا الروحاني والثقافي في هذه المدينة الصامدة لأننا نحن السكان الأصليين ومن جاء الى بلادنا يتوجب عليه على الأقل احترام لغتنا وحضارتنا والا فالطريق إلى بلاده الأصلية ليست طويلة في ظل عالم أصبح قرية صغيرة.
فهذه القرية الصغيرة تحتفل غدا بنهاية سنة وبداية سنة اخرى. وقد دعيت من قبل سرية كشافة النادي الأرثوذكسي لحضور حفلة "السلفستر" والجلوس على طاولة "الشرف" مع رون حولدائي. فبعد هذه العنصرية التي شرعنها ، أفضل الاستلقاء في سريري بعيدا عن هذا النفر الذي لا يشرفني الجلوس بجانبه لأسباب عدة، إلا إذا ضمن لي انه سيتكلم العربية فقط خلال الحفل وسيرقص على أغنية "اكتب اسمك يا بلادي" رافعا راية النصر وواضعا على رقبته الكوفية الفلسطينية فهذا عاشر المستحيلات. كل عيد والعنصري بعيد.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]