وصل موقع يافا 48 رسالة من السيد محمد أبو معمر زوج المرحومة شريفة أبو معمر، ضحية حادثة إطلاق النار في الرملة في رسالة له، كتبها مؤخراً "
أنا شريفة الطّوري أبو معمّر .. ابنة، وأخت، وزوجة، وأمّ لطفلين ورضيعة، ومعلّمة، ومربّية أجيال، ومركّزة اجتماعيّة، وصديقة، ورفيقة، وزميلة.
استعددت لاستقبال طلّابي، بل أبنائي الّذين اشتقت لهم بعد غياب بسبب الكورونا، وقبلها ولادتي لابنتي ابنة السّتّة أشهر، تَلَتها إصابتي في رجلي. ذهبت إلى المدرسة، وعملت حتّى ساعةٍ متأخّرة،
تابعت أدقّ التّفاصيل، ونسّقت أجمل الألوان مع البالونات، وكتبت كلماتي لأبنائي من القلب، كلّ ما أردته هو أن أصنع البسمة على وجه طلّابي في اليوم الأوّل.
عُدت إلى بيتي للقيا زوجي وأولادي فرِحةً، ويغمرني الحماس لبداية عامٍ دراسيٍّ جديدٍ يحمل في طيّاته أحلامًا وأهدافًا كبيرةً.
كنت أنتظر إشراقة شمس صباح الأوّل من سبتمبر لمرافقة ابني البكر إلى روضته الجديدة وقلبي مفعمٌ بالأمل واللّهفة، خاصّةً وأنّني سألتقي بطلّابي بعد طول غياب.
ولكن، في لحظة واحدة، ذهبت كلّ تلك الأمنيات سدًى!
تلك اللّحظة الّتي قرّر فيها أحدهم، ممّن يمارسون لعبة البابجي الإلكترونيّة، أن يمارس هذه اللّعبة على أرض الواقع، فيطلق رصاصة، لتتفتّت أحلامي وأمنياتي لتصبح أشلاءً مبعثرة.
لاعب البابجي هذا بلا شكٌّ، شخصٌ أعرفه، فعلاقاتي الاجتماعيّة جيّدة جدًّا مع من هم في محيطي، لا بدّ وأنّي قد شاركتُ هذا الشّخص في فرحٍ أو ترح له أو لعائلته، أو حيّيته بتحيّة الصّباح في إحدى الصّباحات المكتظّة بالآمال، أو استشارني بشيءٍ بخصوص تسجيل ابنه في المدرسة، ربّما.
أصابتني الرّصاصة في رقبتي، والّتي أوقعت من يدي قارورة الحليب الّتي كنت أعدّها لابنتي، اخترقت هذه الرّصاصة نافذة بيتي، بيتي الذّي لطالما كان ملاذًا آمنًا لي ولعائلتي، فيه صنعتُ أنا وزوجي وشريكي الرّاحة والسّكينة والحبّ.
قُتِلتُ بدمٍ باردٍ في مجتمعٍ لا يعير الرّوح البشريّة أيّ قيمة، حتّى تلك المرأة الّتي تتفانى في عملها لأجله!
روحي انتقلت إلى بارئها، لقد اختارها ولا اعتراض على اختياره.
أمّا أحلامي وآمالي بالتّغيير فهي وزركم، فلقد حان دوركم أن تضعوا بصمتكم، فقد انتهى دوري في الأوّل من سبتمبر.
اصنعوا التغيير لأجلكم، ولأجل أبنائي، عائلتي، طلّابي، صديقاتي، كلّ معارفي، بل مجتمعي بأكمله.
حسبي الله ونعم الوكيل.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]