حدثتني نفسي أن مفتاح الإصلاح يكون في الاعتماد على لغتنا العربية بدلا من لغة الغرباء، فمن وجهة نظري اللغة وسيلة للتعبير عما نفكر به، لذلك عملية إصلاح اللغة بالضرورة تؤدي إلى إصلاح عملية التفكير.
للأسف في عصرنا هذا "عصر العولمة"، نحتاج ويجب علينا الحرص والاعتناء بلغتنا اللامعة، ونشدد على أهمية الحفاظ عليها، فالويل لهذا العصر ذي التنافس الشديد والقوي نتيجة لعدة عوامل وظروف نراها تتلاشى أمام أعيننا بواسطة وسائل عدة، فتلك المنافسات المتواجدة بين مختلف الديانات واللغات في أنحاء البلاد تحاول بكل قواها أن تجبرنا على تغيير أو تهميش لغتنا نحن العرب جميعا.
أنا اعلم أن البعض يدعي أن كل هذا ليس نتيجة لما صنعته أيادينا، وأود أن أقول أن هذا الشيء ليس إلا نتيجة للأحداث والوقائع التي وقعت وما تزال تقع حولنا وبين أفراد مجتمعنا، وأعلم أيضا أننا نجبر على التأقلم وتغيير لغتنا بحسب الظروف المفروضة علينا.
"تجري الرياح بما لا تشتهي السفن".أدرك أن في حياتنا اليومية تحدث أمور لا رغبة لنا فيها ولا نشتهيها وتكون غير متوقعة النتيجة. نحن لسنا براضين عنها،لكن هذا لا يقول أن نقف مكتوفي الأيدي، بل على العكس، فهذا هو ما يجب أن ينمي بداخلنا روح الصراع والكفاح من أجل بقاء رونق لغتنا. نعم... علينا مصارعة تلك الرياح والصمود أمامها تماما مثل الظروف التي تجعلنا نغير أصلنا وهويتنا...نعم هويتنا... فلغتنا ليست مجرد لغة، بل هي هوية مشتركة بين العرب أجمعين، وهي كنز لا يفنى ولا يبدل بشيء آخر، كذلك يجب علينا ألا نسمح لأي لغة أو هوية أخرى أن تحل مكانها حتى لو كانت لغة الغرباء المتقدمين...
فالعربية هي الأهم. لذا أقدم كل احترامي لكل من يحاول بكل كد أن يحافظ على لغته العربية، وأنا كإنسانة عربية، ابنة لأسرة عربية وأعيش في بلد عربي، يؤلمني حال اللغة العربية التي أفتخر بها تاجا يزين رؤوسنا أجمعين.
من هنا أود أن أقول أنه يجب علينا الحفاظ على لغتنا، والعناية بها من كل خطر يداهمها لكي تبقى نضرة رائعة طوال الوقت، ولا ننسى أهمية واجبنا ألا وهو تنمية وتطوير لغتنا لئلا تصدأ، كما يصدأ الحديد، ونجعلها الأفضل والأهم على الإطلاق في ظل الظروف التي نعيشها، فلا شيء يحل مكانها...
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]