كتب اليافاوي د. ناصر اسماعيل -
مدينة اللد لها مميزات فريدة من نوعها تختلف عن باقي مناطق فلسطين، ويرجع ذلك الى أصول الامتداد القبلي العروبي لغالبية سكانها ، من حيث التجذر والتمسك بالأرض والانتماء اليها ورفض التخلي عنها إلا بالدم وعنوة..
كانت اللد مركز وقلب المنطقة الاقتصادي، حيث كان معظم سكان وتجار المناطق المحلية والعربية وخاصة من سوريا واليمن ومصر ، وعكار في لبنان ، يأتون اليها كل يوم ثلاثاء ، والالتقاء فى (سوق البرين) الأسبوعي، ليعرضوا بضاعتهم وتبدأ طقوس العرض والطلب، من الغنم والبقر، والأقمشة والحبوب، ومن كثرة خيراتها كان العديد من المصريين والعرب، يتعلقون بالقطار للوصول الى محطة قطار اللد وينزلوا هناك لإيجاد سبل العيش..
روايات حول الدولة الثامنة:
من الطبيعي ان يفتخر العربي ببطولاته وخاصة إن استطاع ضرب عدو وخصم كبير، وهذا ما حصل فى اللد، تقول الرواية ان اللديين ، وفى خضم ثورانهم ضد بريطانيا، إستطاع ثلة من فدائيهم إغتنام كمية من المدافع ، وشرعوا بضرب الانجليز واليهود بتلك المدافع .
اللد كان فيها المطار، وانتقل جزء من الأبطال الى السكة الحديد، وقطعوا الخطوط أمام العدو، وإنقلب القطار، ونصبوا ثلاث مدافع، وسط اللد، وحين بدأت المدافع بدك نقاط الأعداء، صرخ أحد المقاومين، نحن الدولة الثامنه.
مع اشتداد وطيس المعارك في اللد ، قام معظم الرجال ببيع حلي و ذهب زوجاتهم لشراء السلاح، ولشدة ثقتهم بأنفسهم ،ذهب فدائيو اللد للدفاع عن (راس العين ،وسلمة والرملة).
وشاع مصطلح الدولة الثامنة بين أهالي اللد لاعتزاز اهلها بقوتهم العسكرية التي اثبتت حضورا في الميدان فاق حضور بعض الدول السبع المشاركة في الحرب، واعتبروا أن اللد المدينة العربية الوحيدة التي لم يتمكن المشروع الصهيوني من شراء شبراً واحداً من اراضيها ، بل وقام تجارها بشراء اراضي في مناطق مختلفة من فلسطين، هذا الأمر شكل سداً منيعا امام المشروع الصهيوني.
أهل اللد يناصرون أمين الحسيني:
جميل ان يعتزّ الفلسطيني بنفسه، ويعتبر نفسه مركز قوة ، وهذا ما حصل عند أحرار اللد، فبعد انعقاد مجلس الجامعة العربية بتاريخ 7-10-1947 ، لاحظ ثوار اللد أنه لم توجه دعوة لأي سخصية فلسطينة، ولا للحاج أمين الحسيني، لكنه فاجأهم بالحضور، ورفضت الجامعة العربية تسليح أهل فلسطين، فغضب اهل اللد ، وخرجت مسيرات تعلن رفض سياسة بريطانيا والجامعة العربية هاتفين تحيا دولتنا الثامنة، ومع اشتداد لهيب الثورة ، ولكسر شوكتهم، قامت العصابات الصهيونية بأسر اثنين من ثوار اللد وهما (صبحي وصالح ابو حطب).
رد اهل اللد بأسر اثنين من فرقة الهاجاناة بعملية جريئة، فتدخل الصليب الاحمر واجرى التبادل بين أهل اللد وممثلي اليهود..
من هنا تعزز مصطلح الدولة الثامنة الشائع، وقال أحد خطبائهم ( يا أهل اللد وثوارها ، إن تبادل الأسرى لا يتم الا بين الدول، انتم بحجم الدول السبع القوية؛ وانتم الدولة الثامنة).
والجدير ذكره كانت صفقة التبادل في اللد هذه اول عملية تبادل أسرى إبان حرب فلسطين 1948م.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]