العملية البربرية التي قام بها مجهولون ضد الكنيسة القبطية تثير القشعريرة وهي امتداد للعمليات البشعة التي تنفذ ضد المسيحيين في العراق بعد رحيل أبي عدي.فالمرء ليس بحاجة إلى خيال شرقي واسع لمعرفة المستفيد من هذه العمليات البشعة التي تنفذ بين الفينة والأخرى ضد المسيحيين هنا وهناك.فتلك العمليات تلزم كل عربي منا محاسبة نفسه مليا واستخلاص العبر كي لا تتكرر مثل هذه العمليات التي من شانها أن تعزز العزلة بين المسيحيين وتودي ببعض السذج في أحضان أعداء امتنا العربية.
وقبل أن نبحر في البحث عن المستفيد يتوجب علينا توجيه اللوم ، كل اللوم للنظام المصري ومخابراته الذين فشلوا في حماية المصلين إضافة إلى فشلهم صد هذه الحوادث قبل وقوعها.
فإذا كانت المخابرات المصرية من أقوى الأجهزة التجسسية في العالم، فكيف عجزت في توقع هذا الحدث الرهيب؟ أين كانت شرطة نظام الكامب ديفيد وهل حقا لم تتوقع ولو لبرهة وقوع مثل هذه الأحداث ليلة راس السنة؟ وأين كان راس هرم المخابرات؟ الم يكن حريا بنظام مبارك تشديد الحراسة في هذه الأماكن وتحييد الأبرياء مثل هذه العمليات؟ أم أن مخابراته تبرز عضلاتها ضد المعارضة في الخارج وزرع الرعب فيها إذا ما أسمعت تصريحا معاديا لعملية التوريث؟ فإذا كانت المخابرات المصرية متغلغلة في الشارع المصري، وإذا أبينا إلا أن نكون من السذج، هل يمكن القول أنها كانت منشغلة في حماية خماراتها ونواديها كي لا يصيب الراقصات أي أذى؟ وهل دماء الراقصات أغلى من دماء المصلين؟ ام ان فرسان عروبتكم، الذين يقدمون كل الواجبات ويشاركون في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر ويساهمون في بناء بلاد النيل غير متساوين مع النوادي الليلية والخمارات في ظل نظام "الأغلبية الساحقة والانتخابات النزيهة"؟هنيئا لمخابرات الأشاوس وهنيئا للمستفيد الأول من هذه العمليات...لو تعرفو.
عودة الى يافا
شعوب العالم كلها تخشع وتركع للرموز لانها اصبحت جزءا لا يتجزء من حياتها.
فنحن نقوم بتحية العلم، ونقف اجلالا عند سماع النشيد الوطني الفلسطيني ونحتمى بالكوفية الفلسطينية ونرفع العلم الفلسطيني لانه رمز كياننا ووجودنا في ارض الاباء والاجداد.
اما في هذه الايام، وفي ظل الهجمة الشرسة على وجودنا وعند سماع نباح بعض الساسة الصهاينة الذين يلوحون ان هذا الكيان هو كيان يهودي وعلى العرب ان يشكروا ربهم انهم يعيشون فيه، اختارت بلدية تل ابيب عدم نصب اي شجرة عيد ميلاد صغيرة في حي العجمي مستهترة في هذا العيد وسارية في ايمانها ان العرب مجرد نكرات فيها وان هذه الدولة هي يهودية العرق وليس اكثر.
اما المثير للدهشة فهو ان المسئولين في الطائفة العربية المسيحية لم يحركوا ساكنا اذا ان هذا الامر كما يبدو لا يعني لهم اي شيء مقابل ارضاء عيون حولدائي وعدم اثارة اعصابه المتعبه ونضاله العنيد من اجل شطب لغتنا العربية في مدرسة عيروني ز العنصرية وتجريدنا من هويتنا ووطننا.
حقا دمتم خير عقار لاعصاب حولدائي واياكم ثم اياكم التشكيك في خطوة بلديته التي من شانها تحويلكم الى ختم مطاط في اياديه الشريكة في طمس معالمنا العربية التي بدات في دفن لغتنا وربما ستنتهي في قصف شجرة عيد الميلاد اضافة الى شجر الزيتون.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]