غريبة أحوال هذه الدنيا، وغريبة فرحة الأهل إذا ما رزقا بطفل ذكر، فنرى الفرحة قد ملأت حياتهم يمشون بشموخ وعنجهية ، وتبدأ رحلة هذا الطفل في الحياة بالحنان والدلال، ويكبر المدلل وأوامره مطاعة، تنفذ مهما كانت صعوبة تنفيذها، فلما لا، وأداة التنفيذ متوفرة في البيت ... تعلمون ماذا أقصد طبعا؟؟ً... هي الأخت، تفتح عينيها على هذه الدنيا وهي تسمع أوامر والديها لها في تلبية طلبات أخيها ، افعلي لأخيك كذا، جهزي لأخيك الطعام، اكوي لأخيك ملابسه، لمّعي لأخيك حذاءه، احترمي أخاك فهو سندك في المستقبل ...حبٌ مفروض منذ البداية والأخ على الأغلب لا يصدر منه شيئا يدل على حب بالمقابل أو أي تصرّف يدل على أنه يستحقّ هذا الحب...
تلك أول كلمة حب تجبر عليها الفتاة المطيعة المحبة لأبويها و....أخيها طبعا، ويكبران ويترعرعان في نفس البيت وعلى نفس الكنبة، يأكلان نفس الطعام، يشربان من نفس الإناء، يزوران نفس الناس، فلو كان قطاً يعيش معهما لتعوّدا عليه وأحبّاه ولكن...
يتزوج الأخ وتتزوج الأخت، وتمضي الأيام والأسابيع والأشهر والسنين، وتنتظر الأخت زيارة من سندها، ذلك الذي خدمته منذ كانت طفلة ولكن السند..لا يصل وإذا وصل فلدقائق معدودة يشرب قهوته وينهض قفزا إلى الخارج، وكأنه مخنوق من هذه الأخت اللعينة التي عاشت وهي تخدمه وتوقّره لأنه السند في المستقبل ..
السند الذي عندما يأتي مرة أو مرتين في السنة لا يربّت على كتفها، ولا يحضنها بعطف ورقة ولا يهمس بأذنها أمام زوجها سائلا إن كان ينقصها شيء .. تبا لك من أخ خائن ، إنك لم تفعل شيئا مما أشبعاني به والديّ رحمهما الله ...
إنك لا شيء.....
إلى كل من أحبّت أخاها مثلي أقول " أن الحياة ليست صعبة من غير وجود أخ ولكن ممكن أن تكون أجمل معه .."
فيا كل أخ في هذه الدنيا، إياك وغضب الأخت، فإنه مرّ، فمهما فعلت من خير للناس لا يساوي شيئاً إذا كانت أختك محتاجة إليك، وتمدّ يدها لغيرك، لمساعدتها، فإذا كان هذا الأمر مقيتاً بنظر الناس في الدنيا، فما بالك عندما تقف أمام الواحد القهار وتحاسب على ذلك في الآخرة .....
تباً لك أيها الأخ كم أحببتك ...تباً لك أيها الأخ كم اشتقت إليك ..تباً لك أيها الأخ كم أحتاج إلى ملاطفتك، وأنا أشعر بالبرد في ليالي الصيف الدافئة الملوّثة من الوحدة ..
أغضب وأغضب وأهيج كالبحر في يوم إعصار شديد وعندما أهدأ وأنعم في هذه الحياة ويفتحها الله بوجهي أقول ....ليتك....يا...... أخي....كنت ....معي.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]