إن ما يحاوله معظم المطلقين - من الجنسين- من استمالة الأولاد إلى صفوفهم ، وتحريضهم ضد الأطراف الأخرى ، وتأكيد أنهم ظالمون، وأنهم حرموا الأبناء من الدفء العائلي وحكموا عليهم باليتم رغم وجود الوالدين على قيد الحياة، وإخبارهم بكل التفاصيل السيئة لما ارتكبوه، واستخدام جمل مثل: لقد تحطّمت بسببه .....لو كانت تحبكم لما طالبت بالطلاق.... لقد ترككم كي يتزوّج.... إنها أنانية لا تحب سوى نفسها.... إنها سيئة هي وأهلها ....وقد "أضعت" عمري من أجلكم ولكنه لم يقدّر...لقد جلبت لنا العار وأصبحنا حكاية تتناولها الألسن......لن أسامحكم أبداً إن لم تحصلوا على حقي منه.....
وأسوأ ما يمكن أن يفعله المطلقون بأنفسهم – من الجنسين – هو الاستسلام للتحريض من الأهل والأصدقاء، "وتوهّم" أنهم لم يخطئوا "أبدا" أثناء الزواج، وأن الأطراف الأخرى هي التي جلبت بتصرفاتها كل السوء والأخطاء ، وأنهم ضحايا ، مع انه من الحكمة أن نكون نحن تلك اليد التي تمسح دموعنا بحب واحترام، وأن " انتظار" الاهتمام والتعاطف، ونيل الاعتراف بالبراءة من المتسبّب بالطلاق، وكيف كان رائعا طوال الزواج ، ولم يقدّر الطرف الآخر ذلك...كل ذلك يمنح "متعة" الانتصار المزيّف مؤقتا ، مثل المخدرات التي تعطي من "يختارها " متعة زائفة وتزيد من الابتعاد عن الواقع وتقضي على القدرات الحقيقية للتعامل بذكاء مع المعاناة، ليكسب الخبرة ويعطي لنفسه الوقت لحلّ الأمور بحب ومرونة ودون تعجّل حتى يواصل حياته بنجاح...
فأي طلاق لا بدّ أن تكون وراءه مسئولية مشتركة حتى لو كان السبب هو التسرّع في الزواج أو افتقاد المهارة للتعامل مع الشريك الآخر..
لن يصاب أبناء الطلاق بالضرر ما لم يقم الأهل " بغرسه " بداخلهم، بالتصرفات السابقة أو بالتحذير من الجنس الآخر عامة والتحريض ضده وكأنه الشر، أو بتجاهل أخطاء الأبناء والمبالغة في تدليلهم أو الإغداق المالي عليهم " لتعويضهم " عن الطلاق، وكأنهم يحمون أنفسهم من الشعور بالذنب بهذه التصرفات..
وعليهم تعليم أبنائهم الفصل بين تعاملهم مع الطرف الآخر وبين الطلاق، فيتعاملوا مع الأب لكونه أبا لهم وليس كزوج "سابق " للأم ينبغي الانتقام للأم منه وكذلك بالنسبة للأم ..
أتذكّر مطلّقا أخبر أولاده بأنّ والدتهم سيئة السمعة ليسيء اليها ، والحقيقة أنه أساء إلى نفسه دينا ودنيا، فحتى لو كانت كذلك ، فديننا أمر بالستر، وكيف يتوقّع أن يتعامل أولاده معها ؟؟ ألن يحرمهم من علاقة حب واحترام مع الأم؟؟
كما أخبرت مطلقة أولادها بأن والدهم كان دائم التحرّش ببنات الجيران وأنه كان لا يهتمّ بهم ككل أب...
ولا أطالب هنا الجنسين بالكذب على الأولاد وإعطاهم صور براقة عن الأطراف الأخرى ، ولكن أفضّل الإكتفاء بذكر أن الاختلافات بينهم كثيرة، وأن الطلاق كان أفضل للجميع..
ويخطىء المطلّقون – من الجنسين- بمنع الأولاد من زيارة الطرف الآخر.
وأتذكر مطلّقا أخبرني أن ابنته تحوّلت إلى "جاسوسة " تخبر والدتها كل ما يحدث مع زوجته الثانية " إثر " زيارتها لهم في بيته وأنه يفكر في منعها من زيارته...
وبقدر كراهيتي لتحريض المطلقة لأولادها على التجسس ضد والدهم أو أن يفعل المطلّق ذلك أحيانا، فإني أرفض مبدأ المطلّق الذي يمنع الأولاد من زيارته في بيته الجديد لكي لا يحتكّوا مع الزوجة الجديدة، وأفضل التحفظ في التعامل مع زوجته الجديدة أمامهم احتراما لمشاعرهم، وألا يستجيب " لمكر " الزوجة الثانية التي تتعمّد أحيانا استدراجه أمامهم لإغاظتهم هم وأمهم أيضا...
وعلى المطلّقة التي تزوّجت أن تراعي مشاعر أولادها فلا تتدلّل على زوجها أمامهم، وأن تكتفي بأن يكون صديقا لهم، ولا تحاول أبدا " فرضه " كأب عليهم..
كما يخطىء المطلّقون إذا احتفظوا بالإساءات السابقة للأطراف الأخرى، ولم يتعاملوا معها على أنها صفحة يجب الإسراع بطيّها لصالحهم هم، فليس من الذكاء إهدار ثانية من الحاضر في مواصلة التألم من الماضي..
أنا لا أفرض على المطلّقين بمسامحة الطرف الآخر ولكن أن لا يبخلوا عليهم بالتواجد في الحياة و..........البقية تأتي
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]