الاصلاح بين أخوين او بين جارين, او بين شريكين, او بين زوجين او بين فئتين متنازعتين, يعتبره الاسلام من فضائل الأعمال ومن احبها الى الله تعالى يقول الله عز وجل: لا خير في كثير من نجواهم إلا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس, ويقول أيضا وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ان الله يحب المقسطين,
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم , ألا اخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى,
قال اصلاح ذات ألبين وفساد ذات البين الحالقه, وفي رواية هي الحالقه لا اقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين, ان احدى ابرز مهام الجامعة ألعربية هي مهمة التوسط في حل النزاعات التي تنشأ بين الدول الأعضاء فيها , والعمل على وأد ألفتنة والحد من صراعاتها, لا ان تكون طرفا في النزاع وتذكي نار الفتنه بين ألمتنازعين, لا ان تلعب دور المفسد بدل المصلح, كما هو حاصل مع سورية, امامنا نسخه مطابقة تماما لما كان عليه ملوك الطوائف في ألأندلس الذين قسموا الاندلس بعد سقوط الدوله الاموية الى اثنتين وعشرين دويلة منفصله, كل امير نصّب نفسه حاكما على دويلة , ووظف افراد اسرته وذويه في المرافق الهامه والحساسه.
ولقد وصل الضعف والعجز بهؤلاء الى دفع الجزية الى ملك قشتاله ألفونسو السادس, وحدا بهم الضعف والعجز والحرص على السلطة والحكم, الاستعانة بألفونسو السادس على بعضهم البعض, جامعة الدول العربية وصل بها الضعف والعجز الى الاستعانة بألفونسو الخامس عشر, ألفونسو الأمريكي والبريطاني والفرنسي وغيرهم من اعضاء مجلس ألاستعمار المسمى بمجلس الأمن, على دوله عربيه شقيقه وعضوه في الجامعه العربيه, بل ومن الدول المؤسسه لهذه الجامعة, هي سورية , جامعة الدول بل الدويلات العربية الهزيلة تستعين بمجلس الاستعمار العالمي وتحضه على التدخل عسكريا لتدمير دوله عربيه, دوله شقيقه, لتدمير سوريه لأنها تقف حجر عثرة في وجه المشروع الاستعماري الامريكي صهيوني أوروبي, وهو تقسيم الدول العربية الى دويلات وأمارات , لتضمن أمن اسرائيل , والسيطرة الكاملة على مصادر الثروة ومنابع البترول , على غرار الامارات التي نشأت في الاندلس والتي كانت سببا في سقوطها , جامعة الدول العربية تشكل رأس حربة في هذا المشروع الاستعماري الذي تتزعمه امريكا وإسرائيل , العجيب غريب ان تكشّر الجامعة العربية عن انيابها في شأن سوري داخلي , ولا تحرّك ساكنا في فك الحصار الظالم عن غزة الذي مضى عليه اكثر من اربعة اعوام , لم يعرف التاريخ المعاصر معاناة كمعاناة شعب غزة , ولا تحرّّك ساكنا في قضية تهويد القدس الشريف , وما يتعرّض له المسجد الاقصى من اعتداءات واقتحامات متكررة من قبل المستوطنين , تمهيدا للسيطرة عليه بالكامل وبناء الهيكل المزعوم مكانه , ولا تحرّك ساكنا في قضية الاسرى الفلسطينيين ومعاناتهم في السجون والمعتقلات الاسرائيليه وعلى رأسهم الأسير خضر عدنان , المعتقل اداريا والذي يضرب عن الطعام ما يزيد عن شهرين متتاليين , الامر الذي بات يهدد حياته , هذه الجامعه هي عبارة عن طابور خامس توظفه امريكا في خدمة مصالحها , ومصالح اسرائيل , على حساب الأمة العربية والاسلاميه ,
بعد ان شعر ملوك الطوائف في الاندلس بالخطر الذي يحدق بهم , قاموا بعقد اجتماع قمة يضم كافة امراء الاندلس وعلمائها لبحث سُبل الوقاية من الخطر الذي بات يتهددهم جميعا , فأشار العلماء على الامراء بالجهاد , فعارض الامراء ذلك الرأي بحجة عدم قدرتهم على الوقوف في وجه اعدائهم القشتاليين, فاقترح العلماء بالاستعانة بالمرابطين في المغرب , فرفض الامراء الاقتراح تخوّفا من ان دولة المرابطين اذا هزموا اعداءهم ربما استولوا على الاندلس وضموها اليهم , السيناريو ذاته يتكرر مع إيران , امريكا توهم الدول العربية ان ايران الشيعيه هي العدو الحقيقي الذي يتهددهم , ويتهدد أمنهم القومي وليس إسرائيل , وان ايران هي التي تهدد الدول العربية بنشر التشيّع بين اهل السنة في ارجائها , وبات العرب عبر الجامعة العربية يروجون هذا الوهم في بلدانهم , ليتحول العداء عن الدوله العبريه المحتله المعاديه للعرب والإسلام والمسلمين , الى الدوله المسلمه والمسالمة التي لم تعتدي على احد من جيرانها منذ قيام الثوره الاسلامية عام 1979 , جرمُها الوحيد انها ترفض الذل والخضوع لأمريكا , وأنها تملك ارادتها وتنهض بشعبها علميا وصناعيا وعسكريا واقتصاديا رغم الحصار والعقوبات المفروضة عليها ما يزيد على ثلاثة عقود , لما رفض الامراء اقتراح العلماء الاستعانة بالمرابطين في مراكش , قام المعتمد ابن عباد امير اشبيلية بإلقاء خطبه جاء في ختامها , تالله انني لأؤثر ان ارعى الجمال لسلطان مراكش على ان اغدو تابعا لملك النصارى اؤدي له الجزية , والله لئن ارعى الابل في المغرب , خيرٌ لي من ان ارعى الخنازير في أوروبا , فهل من مدّكر , هل من متعظ , هل من معتبر ,ايها الأمراء , والزعماء , والملوك العرب ؟
سعيد سطل ابو سليمان
21 /2 / 2012
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]