حيّا الشيخ كمال خطيب، عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الذين أحيوا ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك وتحدوا الإجراءات كما ثمّن دور المقدسيين والقرى المحيطة بالقدس الذين هبّوا بسيارتهم لنقل المتجهين إلى الأقصى لما منعهم الاحتلال وأغلق الطريق المؤدية إلى القدس في وجوههم.
وقال خطيب في رسالة متلفزة بثّها عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، مساء السبت: “في هذه الساعات المباركة، يوم السادس والعشرين من رمضان، ليلة السابع والعشرين، ليلة القدر، حيث أبناء شعبنا يتوافدون بعشرات آلافهم من الجليل، ومن المثلث، ومن النقب ومن الساحل، الى القدس الشريف، الى المسجد الأقصى المبارك كعادتهم في كل عام، ولكن ما زاد من هذا الاقبال، ما رآه أبناء شعبنا من اعتداء وصلف مورس ضد الأقصى والمصلين فيه، إنها النظرية التي تقوم “لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومعاكس له في الاتجاه”، وشعبنا قوته في قناعته أن المسجد مسجده وقبلته الأولى ومسرى نبيه، فاستجاب الناس، لكنها المؤسسة الإسرائيلية التي تغرق بالجهل والخطأ والغباء الذي هو جندي من جنود الله”.
وأضاف: “نصبوا حواجز الشرطة وباتوا يمنعون الوافدين الى الأقصى، لكن أهلنا نزلوا وساروا على الاقدام الى القدس والاقصى ولسان حالهم لبيك يا اقصى لبيك يا قدس، قرروا السير نحو 20 كلم، لكن نخوة المقدسيين ونخوة اهل أبو غوش وغيرها، جاؤوا بسياراتهم ليصلوا بهم الى الأقصى”.
وخاطب الشيخ كمال قادة المؤسسة الإسرائيلية قائلا: “يا نتنياهو، يا اوحانا، يا قائد شرطتهم، يا مخابراتهم، إنكم تخطئون وتستمرون بالخطأ، إذاعتكم الرسمية تقول إن الحافلات تسيرها الحركة الإسلامية الشمالية المحظورة، فهم يمدحون من حيث يظنون أنهم يذمّون. نعم حظرت الحركة الإسلامية، لكن نداء الأقصى في خطر الذي أطلقناه في العام 1996 لم يكن صرخة في واد، ولا نفخة في رماد، ولم يكن كتابة على وجه الماء، إنما هو صوت ما يزال إلى الآن يضرب في أعماق أبناء شعبنا جميعهم”.
وأردف: “حظروا الحركة الإسلامية، لكنهم لم يحظروا حب الأقصى في قلوب أبناء شعبنا، ولم يحظروا هذا الشباب الصغير، الذي منذ عشرين سنة لمّا كنّا نقيم مهرجان صندوق طفل الأقصى في رحاب الأقصى. كبر الشباب يا نتنياهو، كبر الصغار يا اوحانا، كبر هؤلاء الذين كانوا أطفالا وتربوا كيف يرسمون الأقصى بأناملهم وأقلامهم في ساحات الأقصى المبارك. هؤلاء لن يفرطوا في المسجد الأقصى. نعم حظرت الحركة الإسلامية، لكن ثمار سعيها وجهدها وبذلها وعطائها، ها هي تظهر اليوم، في شباب يذهبون الى الأقصى، يبيتون فيه، يعتصمون فيه، يضربون يهانون، يطلق عليهم الرصاص، لكنهم صابرون ثابتون”.
وقال: “يا أهلنا في القدس، لا أقول أنتم اليوم الأنصار وأبناء شعبنا من الداخل المهاجرين، نحن وإياكم أنصار المسجد الأقصى المبارك، نحن وإياكم أنصار القبلة الأولى، نحن وإياكم من أخذنا العهد، وسنمضي إن شاء الله على أن ننصر المسجد الأقصى لا نقيل ولا نستقيل”.
وختم الشيخ كمال خطيب بالقول: “فإلى الأقصى يا أبناء شعبنا، من يتم إرجاعه فليصل حيثما يبغ به المقام، وإلا فإنه التاريخ الذي لن يرحم ولن يغفر للمتخاذلين ولا للمتواطئين. لبيك يا أقصى، نحن إلى الفرج أقرب فابشروا. نعم انا ناديت بالأمس وسأنادي اليوم وغدا سأذهب إن شاء الله على اعتبار وجودي اليوم في دوري المهم في إمامة الناس في مسجدي هنا في عمر ابن الخطاب بكفر كنا، غدا ان شاء الله الى القدس ماض، إن استطعت الوصول فبحمد الله، وإلا فأني أبرأ إلى الله عزل وجل من ظلم الظالمين، ممن يريدون أن يحولوا بيننا وبين المسجد الأقصى المبارك أعلم ان غياب أي شخص منّا، أخي الشيخ رائد في سجنه أو أنا إن منعت من الوصول، فإن كل أبناء شعبنا من يستشعر اليوم انه يؤدي الدور به يسدّ مسدّ الأمة جميعا. نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا… إلى القدس هيّا نشدّ الرحال”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]