وأقصد بالبخل على المرأة في الحياة هنا هو حرمانها من ابسط الأشياء للاستمرار في مسيرة الحياة كحرمان الرجل طليقته
من المصاريف الأساسية لها ولأولادها "مع علمه بإنها لا تستطيع العمل خارج البيت لأنها تعتني بأكثر من طفل في البيت" واعترف لي أحدهم " لا بدّ أن تذوق مطلقتي الضائقة المالية لتعلم أنها كانت تعيش في نعيم معي " فرددت بهدوء " ولكنك تعاقب أولادك معها" ولا يكفيه ذلك بل يقوم بتشجيع من حوله من أهله وأقربائه وأصدقائه بالإساءة إليها وذلك بتوسيع دائرة القيل والقال عليها ..
يا جماعة....هناك ضرورة قصوى لتجاهل الإساءات بعد الطلاق فمع الأبناء مثلا يفضّل تفهيمهم بأن هذه الأمور تحدث عادة بعد الطلاق وستزول تدريجيا، أما تجاهل الموضوع أمام الآخرين فعن طريق الاكتفاء بعدم التعليق وتغيير موضوع الحديث، مما يكسب صاحبه الاحترام ويحرم المتطفلين من تحويله الى مادة للقيل والقال ويسلب "يسدّ نفس" الطرف الآخر من الاستمرار في الصراع بعد الطلاق ويضطرّه إلى التراجع ولو بعد حين ...
وقد ذكرت أن من الأخطاء التي يقوم بها الرجال مع أولادهم عدم زيارتهم بادّعائهم أن الأم "سرقتهم" وقامت بتحريض الأبناء ضدهم ، وهذا خداع بشع للنفس وتهرّب من المسؤولية ..
فلماذا أيها الرجال تختارون الابتعاد عن الأولاد ولا تتعاملون بحكمة وذكاء ودون عدوانية مع الحيل التي تدبرها بعض الأمهات لمنعكم من المشاركة في رعاية الأولاد ؟؟؟؟
إن الكثيرين من المطلّقين يقومون " بإلقاء" المال وترك كل مسؤوليات التربية على عاتق الأمهات وحدهن ، ويتناسون أنهم لن يحصدوا أكثر مما يزرعون حيث سيفقدون حب واحترام الأبناء ، والخالق يمهل ولا يهمل ، ويكفي الحديث الشريف
" كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول" ولا شك أن الإعالة هنا ليست مادية فقط بل معنوية وعاطفية أيضا ..
كما يخطيء البعض عندما يتزوجون ثانية ويخافون من الزوجة الجديدة ويرفضون استقبال أولادهم في بيوتهم ويكتفون بلقاءات عابرة ومكالمات هاتفية في المناسبات، ويتناسون أنهم يظلمون أنفسهم قبل أن يظلموا أولادهم ..
أتذكّر هنا رجلا " محترما " خصّص لابنيه من زواج سابق حجرة في منزله عندما تزوّج للمرة الثانية، وأحضر لهم ألعابا وملابس ليستخدموها عند زيارتهم له ، وأخبر زوجته بوضوح أن عليها الترحيب بهما، وأنه لا يطالبها بأن تكون أمهما، ولكن عليها أن تتعامل معهما بودّ وصبر وتدرك أن لهما حقوقا لن تنتهي "أبدا" لديه، ولدى الأطفال الذين سوف ينجبهم منها..
ونأتي إلى أخطاء النساء.............
وأبرزها المنّ "تحميل جميل" على الأولاد ليلا ونهارا لأنها لم تتزوج ولم تقم برميهم للخلاص منهم كما تفعل كثير من النساء..
أنا أحترم شعور المطلقة بالمعاناة بعد الطلاق ، ولكني أتمنى أن لا تحمّل أطفالها ما لا يطيقون، وأن تحسم أمرها سريعا، فإذا أرادت الزواج ووجدت زوجا مناسبا "واطمأنت" إلى أن هناك من سيقوم برعاية الأولاد سواء كانت والدتها أو والدة طليقها، عليها أن تخبر الأولاد بذلك بكل ود وحب وصبر ، وتؤكّد لهم أنها لن تتخلى عنهم، ولكنها تحتاج من يشاركها حياتها، وتواصل الاهتمام بهم بعد زواجها، وتتصل بهم هاتفيا عدة مرات يوميا لتتواصل معهم نفسيا وعاطفيا، وتحرص على لقائهم دائما لتعوّضهم عن غيابها..
وإذا لم تجد الزوج المناسب أو لم تشأ الابتعاد عن أولادها فلا داعي للمنّ "تحميل جميل" عليهم طوال الوقت، لأنه يسرق منها فرصها في قضاء أوقات سعيدة مع أولادها ، ولا أحد يعيش أسيرا للمنّ أو تحت الإحساس بالذنب بأنه يعيش على " أنقاض " حياة غيره، فخسائر المن تكون من نصيب الأم والأبناء معا، بينما مكاسب الشعور بالرضا عن حياتها وعن اختيارها التفرّغ لتربية الأبناء وبأنهم يستحقون ذلك وأن نجاحها في دورها كأم ووضعه على قائمة أولوياتها ، سيعود بالخير قطعا عليها وعلى الأولاد..
وتخطيء بعض الأمهات عندما تتوهّم أنها لن تستطيع تربية الأولاد وحدها وتتناسى أن معظم الأمهات في كل زمان ومكان هن اللاتي يتولّين تربية الأبناء ، إما لانشغال الآباء أو لافتقادهم مهارة التربية أو لتهربهم من المسؤولية..
أما المطلقات اللاتي يعشن في سجن " قلّة الحيلة" فحدّث ولا حرج فهنّ يتوقّعن أن يقوم الأهل نيابة عنهن بتربية أولادهن مما يفقدهن دورهن كأمهات، والأذكى الاستعانة بالله عزّ وجلّ أولا، ثمّ السعي لامتلاك مهارات حسن التربية والاستفادة من خبرات مطلقات تمتعن بالذكاء ولم يسمحن لقلة الحيلة من الاقتراب منهن فسعدن هن وأولادهن..
وأخيرا بإمكان المطلقين دائما اختيار حياة أفضل بعد الطلاق لهم ولأولادهم، وهذا ما أحلم به وأدعو لهم به من صميم القلب...
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]