قال الشيخ يوسف الباز، إمام المسجد الكبير في مدينة اللد، إن الشرطة الإسرائيلية عبر اعتقاله ومطالبتها بتشديد القيود عليه تريد التغطية على عجزها خلال الأحداث الأخيرة وتبييض وجهها أمام المجتمع اليهودي في اللد والبلاد.
وعاد الباز الأحد، إلى مدينته اللد التي أُبعد عنها بقرار محكمة إسرائيلية إلى قرية تل السبع. واعتقل القيادي في مدينة اللد بتاريخ 17/6/2021 وجرى تمديد اعتقاله 4 أيام ثم حُوّل للحبس المنزلي في قرية تل السبع لثلاثة أيام استأنفت الشرطة بعدها وجرى تمديد ابعاده حتى الأحد الأخير، ونسبت الشرطة للشيخ الباز شبهات التحريض على العنف والتهديد.
وقال لـ “المدينة”، إن الشرطة لم تكتف بطلب تمديد إبعادي عن اللد ومنعي من استخدام “الانترنت” لمدة 14 يوما، ولكنها تقدمت بطلب إلى محكمة الصلح في “ريشون” بسحب جواز سفري ومنعي من السفر، لكن القاضي لم يستجب لطلبها، كما انه بالرغم من منعي استخدام الانترنت سُمح لي بالحديث إلى وسائل الإعلام”.
برأيه، أن أسباب ملاحقته مرتبطة كما قال بالأحداث الأخيرة: “بعد الاحداث في الداخل والمدن الساحلية ومنها بطبيعة الحال مدينة اللد، أصيبت اسرائيل بصدمة من الهبة الجماهيرية التي قامت نصرة للقدس والاقصى والشيخ جراح، وأرادت بعد انتهاء الهبة أن تبني رواية صهيونية من خلال التنكيل بأهل الداخل الفلسطيني وعلى رأسهم أهل مدينة اللد وفي مقدمة المستهدفين في اللد كنت أنا، هدفهم بناء رواية صهيونية مفادها أن اللد لهم كيهود وأنه يجب تأديبنا كعرب”.
وأضاف: “أنا لم أرتكب أي جرم وعبّرت عن رأيي بمناهضة ظلم إسرائيل وبطشها وعنصريتها، وهذا ما أيده القاضي في نهاية الأمر وأطلق سراحي، غير أن النيابة زعمت وجود مواد سرية واستأنفت على القرار وجرى تمديد اعتقالي”.
اتُهم الشيخ يوسف الباز من قبل الشرطة بأنه هدّد بشكل مباشر نائب رئيس بلدية اللد، المدعو يوسي هاروش، كما جرى اتهامه بالدعوة إلى العنف عبر نشره على صفحته في “فيسبوك” مقطعا من فلم سينمائي يطلق فيه شاب الرصاص على أفراد شرطة قاموا بالتنكيل به واستفزازه.
يقول الباز: “هذا المقطع الذي استفزهم قصدت فيه التعبير وبطريقة تهكمية عن مشاعر النقمة التي قد تصيب الإنسان نتيجة احساسه بالظلم، لكنهم ادعوا أن قصدي هو الدعوة إلى قتل رجال الشرطة، وكان الاعتقال مدفوعا بشكوى تقدم بها العنصري المقيت عضو الكنيست بن غفير”.
بالسؤال عن أسباب التوتر في مدينة اللد والجهة التي تقف خلفها، قال الباز: “ما تسمى النواة التوراتية وهي مجموعة من المتعصبين، يمكن اعتبارها المسبب الرئيس في كل التوتر القائم في اللد بين العرب واليهود، هذه الجماعة كانت حتى عام 2010 قلة قليلة وبدون تأثير، ثم بعد زيارة نتنياهو إلى المدينة عام 2010 دعا إلى مدّ اللد بآلاف المستوطنين لإنهاء تأثير العرب في المدينة (الكتلة العربية الموحدة التي خاضت انتخابات بلدية اللد الأخيرة، فازت بـ 6 مقاعد وهي إلى جانب كتلة الليكود في البلدية “6 مقاعد”، الأكبر من حيث عدد المقاعد المكونة للمجلس البلدي- المحرر)، وبالفعل جرى بعد دعوة نتنياهو التخطيط لبناء حي يهودي جديد وتم جلب الآلاف من “النواة التوراتية” إلى المدينة، هؤلاء هم سبب كل التوتر ومنذ دخولهم وهم يعملون على زرع الفتنة بين أبناء المجتمع في اللد”.
وختم الشيخ يوسف الباز حديثه لـ “المدينة” بتوجيه رسالة إلى المؤسسة الإسرائيلية، بقوله: “دولة تخاف من كلمة لن تدوم، وشرطتكم تريد التغطية على عجزها باعتقال وملاحقة القيادات والنشطاء، عليكم أن تكفوا أذاكم عنّا. سنبقى ننطق بالحق ونناهض ظلمكم بالوسائل المشروعة ولن نخاف الاعتقالات”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]