هذه قصيدةٌ كتبتها قبل عامٍ ونصف العام تقريبًا.. لم أكُن يومها أعرفُ سوى أنّ الدجّاني رمزٌ ليافا المجد الغابر السليب...! كتبتها بينما الناس فئتان: واحدة تتلقّى الصفعات والأخرى تعدّها، واحدة تتألم وأخرى توهمها بالشفاء..!
وإذا بالمجد الغابر السليب يزورنا ولسان حاله يقول: " من قال أنّ هناك نكبة؟ من قال أنّ هناك أملاك مسلوبة؟ ها نحن نسترد المجدَ، ونطوي صفحات الاقتلاع والتهجير!"
غربان العيد
حَللتُ على يافا ضيفاً في العيدِ
وما قصدتُ أن آتيها في العيد..
وهل ضيفٌ عليها مَنْ كانت
تسري فيه كالدمِ في الوريدِ؟
هي الدارُ والديارُ لِمَنْ ذاقها
ملحاً مَعَ خبزِ يومِهِ...
ووجعاً سرمدياً
في حضنِ فرحِهِ...
هي كلُّ مفرداتِ الوطن ..
لمَنْ أدمى قلبَهُ
حبُّ وطنِهِ..
لي فيها جذورٌ
و نصيبٌ
من زرقةِ بحرِها
وسُمرةِ المساءِ على خدِها..
و لي قلبٌ نابضٌ بحكايات
الحنينِ
لفجرِ عرسِها
جئتُها وفي جيبي جوازٌ غربيّ
وفي قلبيّ اسمٌ يافي الهوى
عربيّ...
وميراثٌ منْ وعودٍ
ووصايا ..
و قسَمٌ وفيّ..
"زُرها – يا ولدي - ولا تنسَ
أنّي عليها يقتُلني الأسى
يقولون هيَ تعيشُ أحلكَ لياليها..
والنكبةُ تسطّرُ فيها قصص ماضيها
بحرُها صادرَتْهُ أسرابٌ منَ الغربان
و أشباحُ الليلِ تجوسُ في حواريها
وسماؤها تلملمُ كلَّ ليلة
بعضاً من مآسيها...
زُرْها يا ولدي وأبلغ حبّي
وسلامي لكلِّ ساكنيها..!"
**
وصلتُ يافا في العيدِ
وصدفةً وصلتُها في العيدِ
وخشيتُ أنّي أضعتُ ليافا الدربَ
أو- حاشا لله – غفوتُ في حلمٍ سعيدِ
هل تحرّرَتْ في غفلتي
مِنْ قيودِها الأوطان؟
أمْ حلّ في ربوعِها السلمُ
والأمان؟
"أرِحْ فؤادك ,أبي , وعينَكَ
فيافا اليومَ عرسٌ ومهرجان
طبولٌ وأبواقٌ وأنوارٌ
في سماها .. وألوان
سامحكَ اللهُ , يا والدي
علامَ تبكي دهرا
وتؤرّخ للحزنِ سِفْرًا..؟
والكلُّ ممّا تدّعيه يَبْرَى ؟
"آهٍ يا ولدي ..
ويا حبّةَ عينيّ..
ليتَ المهرجان فيها يدومْ
وهل سوى ذاكَ قلبي يرومْ..؟
كيف غابَ عنكَ أنّ العاصفةَ
لا يليها سوى السكونْ..
وأنّ غربانَ العيدِ
تشهدُ ولائمَنا
فيغدو اتّهامُها, بعدَ العيدِ
ضرباً
مِنَ الجنونْ...
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]