ينشر موقع يافا 48 باقة من الصور توثق هجرة أهالي مدينتي اللد والرملة عام النكبة 1948، حيث يظهر في الصور تجمعات من الأهالي وهم يهجرون بيوتهم وديارهم هرباً من الموت والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهونية في عدة قرى ومدن آنذاك وصل عددها لأكثر من 5 مجازر.
وقد هجر وطرد أكثر من 800 ألف فلسطيني في عام النكبة 1948 من منازلهم إلى مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة، ولا يزال معظمهم يعيشون فيها بالضفة الغربية وقطاع غزة والبلدان العربية والأجنبية حتى اليوم.
تاريخ سقوط مدينتي اللد والرملة:
بدأ الهجوم الإسرائيلي يوم 9/7/1948، وسعى الإسرائيليون إلى عزل المدينتين عن أي مساعدة قد تأتي من الشرق، فتقدم إلى شرقي اللد والرملة لواءان أحدهما من الجنوب حيث دخل قرية عنابة في الساعة الواحدة من صباح 10 تموز، ثم قرية جمزو، وثانيهما من اتجاه تل أبيب في الشمال الغربي. وقد احتل مطار اللد. وباحتلاله عزلت سرية الجيش الأردني في الرملة والعباسية واليهودية. وهكذا اكتمل تطويق المدينتين وعزلهما، ولم يستطع المناضلون في القرى المذكورة ومطار اللد الصمود طويلا أمام هجمات الدبابات والمدفعية المنسقة.
وتعرضت المدينتان في أثناء ذلك لقصف جوي ثقيل وجه إلى مركز شرطة الرملة خاصة، وقصف مدفعي شمل الأحياء الآهلة بالسكان.
تقدمت القوات الإسرائيلية بعد سقوط اللد باتجاه مركز القسم الواقع بين اللد والرملة، وفيه مقر الحاكم العسكري الأردني. وقطعت هذه القوات خطوط الهاتف بين قيادة السرية الأردنية الخامسة المقيمة في القسم ومراكز الفصائل. وأرسل قائد السرية مفرزة مؤلفة من ثمانية جنود لاستطلاع الأمر، كما طلب إلى قائد حامية محطة سكة حديد اللد أن يقوم بحماية مركز القسم والحاكم العسكري الأردني. وحينما أشرف هذا القائد على المركز وجد أن القوات الإسرائيلية أصبحت على مقربة من مقر الحاكم، فاشتبكت فصيلته مع قوة الإستطلاع المعادية ودمرت لها سيارتي جيب وغنمت بعض أسلحتها بعد أن فر من بقي من رجالها. وعندئذ توقف الإسرائيليون عن التقدم باتجاه الرملة وأنقذ الحاكم العسكري الأردني مع المفرزة الموجودة في مقره. وقد قاتل المناضلون الذين كانوا يرابطون في عمارة الشرطة بعناد إلى جانب الجيش الأردني، واندحر الإسرائيليون وهم يظنون أن هناك قوات كبيرة تتمركز في مدينة الرملة.
جمعت السرية الأردنية الخامسة فصائلها في مركز شرطة الرملة، ثم تلقت برقية من اللواء الأردني الثالث، الذي كان يقوده العميد أشتون الإنكليزي، تأمرها بالإنسحاب. وتم الإنسحاب ليلا على الأقدام عن طريق جمزو ـ عنابة ـ بيت سيرا حيث منطقة تجمع السرية. وقد أتلفت السرية قبل الإنسحاب معداتها الثقيلة وأسلحتها الزائدة.
أحكم الإسرائيليون الطوق على مدينة الرملة وجاؤوا بحشود جديدة وزادوا من قصفهم الجوي والمدفعي لها. ولما علم أبناء المدينة بخبر انسحاب السرية الأردنية اضطروا للاتصال بالإسرائيليين للتسليم، فذهب وفد منهم الى قرية البرية ومنها أخذهم الإسرائيليون إلى مستعمرة النعاني. واستمرت المفاوضات من الساعة 22.00 من يوم 11/7/1948 حتى الساعة 6.00 من صباح اليوم التالي. وقد اتفق على تسليم المدينة بشروط مكتوبة منها عدم التعرض للأهلين أو المساس بالأملاك. ولما عاد الوفد إلى الرملة كانت القوات الإسرائيلية قد احتلتها، فوضع أعضاء الوفد تحت الحفظ في بلدية الرملة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]