في خطوة لافتة للنظر ومقلقة، تشهد مدينة اللد في الآونة الأخيرة هجرة عائلات يهودية من ذوي التوجهات الدينية المتطرّفة للسكن في المدينة، وذلك بعيد الأحداث الأخيرة التي عاشتها المدينة في شهر مايو الماضي أثناء الحرب على غزة.
وقد تناولت وسائل الاعلام العبرية صباح أمس الاثنين 16.8.2021، أن عائلات بأكملها انصاعت لنداءات رئيس البلدية يائير رفيفو الذي دعا لانقاذ مدينة اللد من التوسّع العربي، حيث استجابت عائلات من مستوطنة يتسهار لنداءات رئيس البلدية، وأعلنت أنها ستنتقل للعيش في اللد، لما وصفوه تعزيز الحضور اليهودي في اللد.
ومن جانب آخر فقد أعلن عضو الكنيست سمحا روتمان أنها ستسكن مدينة اللد برفقة عائلتها وخمسة من أولادها، وأنها ستنضم الى مجموعة كبيرة من العائلات التي لبّت فزعة رئيس البلدية رفيفو للاستيطان في المدينة.
وقالت روتمان "نداءات رفيفو وقعت كالصاعقة علينا، ولم نشعر بهذا الصراع منذ عام 1948 وحرب عام 1967، وعليه فقد قررنا الانتقال للعيش في اللد لتعزيز هوية المدن المختلطة اليهودية" على حد وصفها، وأضافت "الأحداث التي عاشتها المدن المختلطة عززت من العلاقة بين سكان المستوطنات والمدن في داخل الدولة".
وتأتي هذه الخطوات الخطيرة في ظل عدم وضوح الرؤية المحلية لأهالي مدينة اللد ازاء هذه الهجمة المسعورة ومواجهتها، حفاظاً على طبيعة المدينة ومسارها في المستقبل القريب، وعلاوة على ما ذُكر فإن الخطوات المعلنة والغير معلنة تُؤكد للقاصي والداني أن مدينة اللد تُصارع على هويتها، وعلى المواطنين الأصليين في المدينة مواجهة هذا المدّ المتطرّف الى داخل اللد، وذلك عبر طرح برامج وخطوات عملية للحد من زحف هذا السرطان الذي يحظى بدعم سياسي من رأس هرم الدولة، وما اعلان عضو الكنيست روتمان عن حزب الصهيونية الدينية سوى جزء من نظرة شاملة تُؤكد تلاحم مؤسسات الدولة ازاء هذا المشروع، وأيّ كانت تداعياته فإن المدينة تنتظر ما سيفعله مواطنوها الأصليون.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]