أكد ضباط كبار أن الشرطة الإسرائيلية تفقد السيطرة على جرائم القتل وإطلاق النار في المجتمع العربي، وذلك على إثر العدد الكبير من هذه الجرائم في الاسابيع الأخيرة، وانتقدوا أداء المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي.
وقال ضابط كبير في الشرطة إنه "يوجد فقدان سيطرة في الشارع العربي. ولا توجد أي خطة منتظمة لمحاربة الجريمة، وعمل المفتش العام هو الرد على الأحداث فقط" وفق ما نقلت عنه صحيفة "هآرتس" اليوم، الأحد.
وأضاف الضابط أن "الاعتقاد بأن شعبة إحباط الجريمة في المجتمع العربي، التي تشكلت الشهر الماضي، ستغير الصورة هو خيال، لأنه لا توجد فيها قوات فاعلة بشكل حقيقي. وما سيحدث الآن هو انهم سيخرجون خططا لحملات تنفذها قوات ميدانيا وخططا لجمع السلاح، التي لن تحل المشكل في المدى البعيد مقابل المجرمين والمنظمات الإجرامية، التي تصل منها معظم الأحداث. وعمل الشرطة هو دائما من الآن إلى الآن ومن دون نظرة إلى الأمام".
وقال ضابط شرطة آخر للصحيفة إنه "ينبغي القول باستقامة إننا نواجه صعوبة في وقف العنف في الشارع العربي. ويبدو الوضع في الظاهر أنه لا توجد أي علاقة بين مجمل الأحداث في الأشهر الأخيرة، لكن من الواضح أن حدثا يتبع آخر، لأننا نرى أنهم ينجحون بتنفيذ القتل من دون القبض عليهم ويستغلون الفرصة من أجل تسديد حسابات".
وجميع جرائم القتل تقريبا التي وقعت في الفترة الأخيرة كانت بين مجرمين متخاصمين ومعروفين للشرطة، ما يعني أن مباحث الشرطة فشلت في "رصد استخباراتي لنوايا استهداف مجرمين متخاصمين" حسب الصحيفة.
وقال ضابط كبير إن "ثمة حاجة فورية ليس فقط إلى توجيه موارد الشرطة، وبشكل خاص توجيه قوات إلى البلدات العربية، وإنما إلى إطلاق رؤساء السلطات المحلية العربية دعوات إلى الجمهور للتوقف عن استخدام السلاح. ولن ننجح بأن نواجه هذه الظاهرة لوحدنا، ومن وقف النزيف يتعين على الجميع التعاون".
ومنذ مطلع العام، قُتل في المجتمع العربي 82 شخصا، إضافة 10 قتلى في القدس المحتلة، ويشكلون 71% من جرائم القتل في إسرائيل. و80% منهم قُتلوا بإطلاق نار عليهم. ويعني ذلك أن أكثر من عشرة أشخاص قُتلوا شهريا. كما يدل ذلك على كمية السلاح في المجتمع العربي، لكن لا أحد قادر على تقدير عددها.
وفي موازاة استفحال ظاهرة القتل، إلا أن الشرطة فكت رموز 21% منها فقط، بينما فكت رموز أكثر من 55% من جرائم القتل في المجتمع اليهودي. وينعكس هذا الوضع على عدد الجرائم المرتفع. وقال ضابط كبير إنه "عندما يرون أن الشرطة لا تنجح في القبض على مطلقي النار، فإنه لا يوجد ردع".
ونقل موقع "واللا" الإلكتروني عن المتحدث السابق باسم الشرطة، هيلل بارتوك، قوله إنه "في الشرطة لم يرغبوا لفترة طويلة بمواجهة العنف في الوسط العربي. وكان التوجه ’دعوهم’. ونبع ذلك من عدة أسباب: 1. انعدام القدرة على الحكم في البلدات العربية؛ 2. أي تدخل من الشرطة أدى إلى موجة عنف أخرى؛ 3. موجة العنف الأخرى أدت إلى لجان تقصي حقائق وتحقيقات، ومن يريد هذا الصداع. والنتيجة نتلقاها اليوم في وجهنا".
ويتبين من المعطيات أن العدد الأكبر من جرائم القتل في المجتمع العربي وقعت في منطقة لواء المركز للشرطة، الذي يشمل مدن الطيبة، الطيرة، قلنسوة، اللد والرملة وغيرها، حيث وقعت 36 جريمة قتل؛ لواء الشاطئ، ويشمل المثلث الشمالي وحيفا، حيث وقعت 31 جريمة قتل، ونسبة القتلى لكل 100 ألف مواطن في هاتين المنطقتين هي الأعلى في البلاد، وفي مقدمتها لواء المركز حيث النسبة هي 13.9 قتيلا.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]