ساجدة بلال عبد الرحمن (21 عاما)، لبنانية من بلدة “ايزال” في قضاء الضنية شمالي البلاد، لم يمنعها فقدان البصر من إتمام حفظ القرآن الكريم كاملا.
وقالت ساجدة، الطالبة الجامعية للأناضول، إن الله أعطاها القدرة على حفظ القرآن الكريم بطريقة “برايل”، مشيرة أنها ظلت تحفظه باستمرار في النهار، وفي المساء كانت تراجعه مع عمتها.
و”البرايل” نسبة لمخترعها الفرنسي لويس برايل، نظام كتابة ليلية ألف بائية، تمكن المكفوفين من القراءة. ولذا تُكتب الحروف رموزا بارزة على الورق مما يسمح للمكفوفين بالقراءة عبر حاسة اللمس.
وتعيش حافظة القرآن، مع عائلتها المكونة من خمس شقيقات وشقيقين اثنين، إضافة إلى أمها وأبيها.
وتشرح ساجدة الواثقة من نفسها والمسرورة بإنهائها حفظ القرآن كاملا بعد سنة، حيث وصلت الليل بالنهار، وبمساعدة عمتها التي كانت تلقنها قبل حصولها على القرآن المكتوب بطريقة “البرايل”.
ولفتت أن أكثر ما شجعها، إضافة إلى عائلتها، البيئة الاجتماعية التي تعيش فيها، حيث تساعد على حفظ القرآن، حيث أن الكثير من أبناء ضيعتها من حفظة القرآن.
** كفيفة تعلم ذوي البصر
ولفتت الشابة ساجدة، أنه بعد حفظ 14 جزءا من القرآن، بدأت بتعليم الأطفال قراءة وحفظ القرآن، “مما ساعدني أيضا على التكرار والحفظ الراسخ”.
وقالت إنها في البدايات بدأت بتعليم أطفال ليس لديهم أي إعاقة تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات، قبل ما تطور الأمر لتعليم أطفال في سن الـ15، ونساء أعمارهن بين الـ60 والـ70.
وأوضحت أنه رغم مواجهتها صعوبة في تعليم الأطفال إلا أنها تستفيد جراء تكرار الآيات لكي تتمكن من حفظها جيدا.
ودعت كل الشباب والفتيات الذين يعانون من إعاقة بصرية أو غير بصرية إلى السعي جاهدين لملئ أوقاتهم بقراءة القرآن والعمل لحفظه إن كان عن طريق السمع أو طريقة “البرايل”.
وأوضحت أنه بعد حفظها القرآن والجهد الكبير الذي بذلته لذلك جعلها تكتشف “كيف كان الأنبياء يحفظون عن ظهر قلب كلام الله من دون أي كتابة”.
وأضافت أن شعورها عندما انتهت من حفظ القرآن كاملا لا يوصف ومسرورة جدا لتعلم وحفظ كلام الله.
وأعربت عن أسفها “لعدم الاهتمام بحلات الإعاقة في لبنان”، مطالبةً المغتربين اللبنانيين في الخارج، المساعدة على فتح ولو حصة لتحفيظ القرآن في كل مدرسة لبنانية لذوي الإعاقة.
(الأناضول)
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]