شهد مبنى المحاكم في مدينة بئر السبع حالة من التوتر وسط حضور جماهيري حاشد، خلال انعقاد محكمة الصلح للنظر في ملفات اعتقال عشرات الشبان الذين جرى الاعتداء عليهم واعتقالهم في الأيام الماضية خلال احتجاجاتهم السلمية على ما تتعرض له قرية الأطرش – سعوة من تجريف للأراضي وتحريشها من قبل السلطات الإسرائيلية.
وقال المحامي شحدة بن بري لـ “موطني 48″، إن الأجواء في قاعة المحكمة وخارجها متوترة للغاية في ظل إشارات سيئة صادرة عن النيابة العامة والقضاة وتوجهاتهم لتمديد الاعتقالات والتعاطي مع الملفات تحت ضغط جهات يمينية متطرفة.
وأوضح أن المحكمة تنظر في ملفات اعتقال نحو 45 شابا وفتاة من النقب، بزعم الإخلال بالنظام العام.
في الأثناء، يتواجد في قاعدة المحكمة العشرات من القيادات والنشطاء والأهالي إلى جانب محامين متطوعين من النقب والمجتمع العربي للدفاع عن المعتقلين.
وهتف الحضور أمام مبنى المحكمة بحرية المعتقلين فورا، وندّدوا بالإجراءات القمعية للشرطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية بحق المتظاهرين السلميين.
وقال الشيخ أسامة العقبي، عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب لـ “موطني 48”: “نتواجد الآن في المحكمة وهناك العشرات من أهلنا يساندون أسرانا ولن تغمض لنا عين حتى يطلق سراح جميع أسرانا”.
وأضاف: “نلاحظ من خلال الاستماع إلى القضاة أنهم يتعاملون مع أبنائنا بحدة وعدوانية حتى أنهم يوجّهون النيابة ويلقنونها، وهذا يدل على سياسة مبيّتة لترهيب الشبان، لكننا نقول للمؤسسة الإسرائيلية، النقب رقم صعب، لا يمكن تجاوزه، وسنبقى نتصدى لمخططات تحريش أرضنا ومصادرتها بالوسائل السلمية بالرغم من الاعتداءات الوحشية علينا”.
وختم العقبي بالقول “على المؤسسة الإسرائيلية أن تفهم ما يحدث في النقب وتوقف عدوانها فورا وتطلق سراح أبنائنا وبناتنا، وإلا فإن التظاهرات السلمية ستتصاعد ولن نرضخ لسياسات الترهيب والملاحقات والاعتقالات”.
وكانت محكمة الصلح في بئر السبع قد أطلقت، أول من أمس الجمعة، سراح عدد من معتقلي مظاهرة النقب، وفرضت الحبس البيتي على بعض الشبان. وجرى تمديد اعتقال نوال أبو كف (25 عاما) لغاية اليوم، وتوفيق الأطرش وفؤاد أبو كف وعبد الله أبو كف، لغاية يوم غد الإثنين.
هذا، ووفقا للجنة التوجيه العليا للعرب في النقب فإن عدد المعتقلين تجاوز 132 خلال الأيام الأخيرة.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]