ما زال موقع يافا 48 مستمر معكم في نشر مختارات من أجمل القصائد، مع مقاطع جوية ساحرة لمدينة يافا، وهذه المرة نستمع لقصيدة " للشاعر شمس الدين الكوفي والتي يرثي فيها بغداد قائلاً :
عندي لأجل فراقكم آلام
فإلام أعذل فيكم والام
من كان مثلي للحبيب مفارقًا
لا تعذلوه فللكلام كلام
نعم المساعد دمعي الجاري على
خدي إلا أنه نمام
ويذيب روحي نوح كل حمامة
فكأنما نوح الحمام حمام
إن كنت مثلي للأحبة فاقدًا
أو في فؤادك لوعة وغرام
قف في ديار الظاعنين ونادها
يا دار ما فعلت بك الأيام؟
أعرضت عنك لأنهم قد أعرضوا
لم يبق فيك بشاشة تستام
يا دار أين الساكنون وأين
ذياك البهاء وذلك الإعظام
يا دار أين زمان ربعك مونقًا
وشعارك الإجلال والإكرام
يا دار مذ أفلت نجومك عنا
والله من بعد الضياء ظلام
فلبعدهم قرب الردى ولفقدهم
فقد الهدى وتزلزل الإسلام
فمتى قبلت من الأعادي ساكنًا
بعد الأحبة لا سقاك غمام
يا سادتي أما الفؤاد فشيق
قلق وأما أدمعي فسجام
والدار مذ عدمت جمال وجوهكم
لم يبق في ذاك المقام مقام
لا حظ فيها للعيون وليس
للأقدام في عرصاتها إقدام
والله إني على عهد الهوى
باقٍ ولم يخفر لدي ذمام
فدمي حلال إن أردت سواكم
والعيش بعدكم علي حرام
يا غائبين وفي الفؤاد لبعدهم
نار لها بين الضلوع ضرام
لا كتبكم تأتي ولا أخباركم
تروى ولا تدنيكم الأحلام
نغصتم الدنيا علي وكلما
جد النوى لعبت بي الأسقام
ولقيت من صرف الزمان وجوره
ما لم تخيله لي الأوهام
يا ليت شعري كيف حال أحبتي
وبأي أرض خيموا وأقاموا
مالي أنيس غير بيت قاله
صب رمته من الفراق سهام
والله ما اخترت الفراق وإنما
حكمت علي بذلك الأيام
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]