نبدأ مقالنا الثاني من سلسلة مقالات يافا بالأرقام بوصف الأوضاع الاقتصادية, الاجتماعية والديمغرافية لأحياء العجمي والجبلية. لقد قررنا ان نبدأ من هذه الأحياء لأهميتها الكبيرة في تاريخ يافا الحديث بعد نكبة عام 1948 . حيث قررت دولة اسرائيل في حينه, تركيز الأغلبية الساحقة من سكان مدينة يافا العرب- أو من لجأ اليها أثناء حرب 1948- داخل حي العجمي والجبلية. كما قررت الدولة وضع هذه الأحياء تحت حكم عسكري وإحاطة من يسكن داخلها بسلك شائك وحرمانهم من أبسط الحقوق مثل حرية التنقل .
نتيجة لهذه السياسات فقد تقلصت مدينة يافا من مدينة كبيرة ومستقلة إعتبرت قبل عام 1948 عاصمة فلسطين الاقتصادية, الديمغرافية والثقافية اإلى حي صغير , محدود ومحاصر. في عام 1950 ضمت يافا إلى تل أبيب لتصبح جزء من هذه المدينة تحت إسم تل أبيب يافا. نتيجة لهذه القرارات فقدت يافا استقلالبتها كمدينة لها بلديتها الخاصة, كما تم إقصاء أهالي يافا عن دائرة إتخاذ القرار بكل ما يتعلق بتخطيط المدينة ومستقبلها. كما أن مصالح وإحتياجات أهالي يافا لم تؤخذ بعين الاعتبار في دوائر التخطيط في بلدية تل أبيب يافا حتى السنوات الأخيرة عند دخولنا للمجلس البلدي والنضال من اجل تغيير الوقع لما هو افضل.
منذ النكبة مرت أحياء العجمي والجبلية بتغييرات كبيرة في كل المجالات. لا نستطيع في هذا المقال التطرق إليها.
العجمي والجبلية: معطيات أولية:
مساحة هذه الأحياء تبلغ 1,038 دونم. كما ان المساحة المبنية فيها هي ما يقارب 240 الف متر مربع. تشكل البيوت القسم الأكبر من هذه المساحة بنسبة 73%. أما الصناعة والتجارة فتشغل 5% فقط من المساحة المبنية.أما المباني العامة والخدماتية فتشغل 17% من الساحة المبنية. عدد البيوت في هذه الأحياء يقارب 1800 بيت. 65% من البيوت هي بيوت قديمة تم بناؤها قبل عام 1939 . بين الأعوام 1939 -1999 تم بناء نحو 25% من البيوت.أما في العقد الأخير 1999-2009 فقد تم بناء 10% من مباني هذه الأحياء القديمة مما يدل على نهضة عمرانية كبيرة جدا" مقارنة بالأعوام السابقة.هذا مؤشر على تغيير كبير من قبل رئيس البلدية الحالي وقسم التخطيط في بلدية تل أبيب يافا تجاه احياء العجمي والجبلية. هذا التغيير يشكل خطر على إستمرار الوجود العربي بهذه الأحياء.
عدد السكان في العجمي والجبلية نحو 5000 نسمة.65% من هؤلاء السكان دون سن الأربعين. كما أن 10% منهم فوق سن السبعين. 35% من السكان هم تحت سن العشرين. نحو 20% من السكان هم من اليهود و80% هم عرب.
نصف سكان الحي تعلموا حتى 12 عام و20% منهم تعلموا حتى 8 سنوات. مما يعني أن 70% من السكان لم تصل اإلى مؤسسسات التعليم العالي. نسبة النساء اللواتي أنهين تعليمهن العالي اعلى ب5% من الرجال.
سوق العمل :
فقط 50% ممن هم فوق 15 عام يعملون. 40% منهم نساء و60% رجال. كما أن 75% ممن يعملون هم عمال وموظفون و25% هم أصحاب مصالح مختلفة ومهن حرة. مما يدل على نسبة بطالة عالية جدا" أو عمالة سوداء.
فقط 25% من سكان العجمي والجبلية يملكون بيوتهم ملكية كاملة " طابو ".أما 60% فيسكنون بالايجار المحمي " عميدار " والباقون في مساكن شعبية أو ملكيات أخرى.
الى أين؟
65% من روضات الاطفال في هذه الأحياء عربية. اما الباقية فمختلطة. مما يعني أن الأغلبية من أطفال الحي هم من سكانه العرب. من أجل مستقبل افضل لأطفالنا علينا ان نتنظم بشكل افضل كمجتمع عربي يريد ليس فقط الصمود بالعجمي وإنما ايضا" التطور والعيش بكرامة في بلدنا.
لدينا مشوار طويل من اجل النهوض بمدينتنا الحبيبة يافا. لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة. هذه الخطوة في احياء العجمي والجبلية يجب ان تبدا بانتخابات جديدة للجنة الحي والعمل بشكل موحد من اجل تشكيل لجنة قوية تمثل السكان وتناضل من اجل الحفاظ على حقوقهم ومصالحهم.
في المقال القادم من هذه السلسلة سنتناول البلدة القديمة وميناء يافا التاريخي .
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]