قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء اليوم، الإثنين، إن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا، معتبرا أن "أوكرانيا الحديثة بشكلها الحالي شكلت من قبل روسيا بعد ثورة 1917 بالكامل"، مشددا على أن "منطقة دونباس سحبت من سيادة روسيا ونقلت إلى السيادة الأوكرانية".
يأتي ذلك في خطاب متلفز للرئيس الروسي من المتوقع أن يعلن خلاله اعتراف موسكو باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من لقائه مسؤولين أمنيين وتأكيده بأنّه سيقرّر "اليوم" بشأن إن كان سيعترف بالمنطقتين الانفصاليتين.
وشدد بوتين في خطابه على أن أوكرانيا باتت مستعمرة أميركية ذات "نظام كالدمية"، وأضاف أن أميركا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) "حولا أوكرانيا دون خجل مسرحا للحرب"، وتابع أن "الطائرات الأميركية المُسيرة هناك (في أوكرانيا تتجسس دائما على روسيا".
وقال بوتين إنه "إذا حصلت أوكرانيا على أسلحة دمار شامل فإن الوضع العالمي سيتغير تغيرا جذريا ولا يسعنا تجاهل ذلك"، وأضاف أن "الأسلحة النووية تصل إلى حد الاستعداد لمهاجمة روسيا"، مشيرا إلى أن "أوكرانيا لديها المعرفة النووية السوفيتية".
وكرر بوتين رفضه لانضمام أوكرانيا إلى الناتو، وقال إن "انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي تهديد مباشر لأمن روسيا"، وذكر أن "دستور أوكرانيا لا يسمح بإقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها"، معتبرا أن "مراكز تدريب حلف الناتو في أوكرانيا تصل إلى حد القواعد العسكرية للحلف".
وأضاف بوتين "لقد شاهدنا خمس موجات توسع للحلف في الآونة الأخيرة"، مشددا على أنه "لقد تلقينا وعودا بألا يتوسع حلف الأطلسي لكن ما حدث عكس ذلك".
وقبيل الخطاب أعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين)، الرئيس فلاديمير بوتين، يعتزم الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وسط تحذيرات أوروبية من بالرد على الخطوة الروسية المرتقبة، واصفين الخطوة بأنها "انتهاك أحادي الجانب" لاتفاقات مينسك الموقعة في العام 2015.
وأفاد الكرملين أن الرئيس الروسي أبلغ المستشار الألماني، أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنه بصدد توقيع مرسوم يعترف باستقلال دونيتسك ولوغانسك "قريبا"؛ وسط توقعات بأن يصدر بوتين "اليوم" موقفًا حيال هذا الاعتراف باستقلال المناطق.
وجاء في بيان الكرملين أنه "في المستقبل القريب يعتزم الرئيس توقيع أمر" بالاعتراف باستقلال المنطقتين، مشيرًا إلى أن ماكرون وشولتس أعربا لبوتين عن "خيبة أملهما" إزاء القرار خلال محادثات هاتفية بينهما وبين بوتين.
هذا وأكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، مساء اليوم، أنّ التكتل "على استعداد للردّ" في حال اعترف بوتين باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وقال بوريل، بعدما التقى وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل، "ندعو الرئيس بوتين إلى احترام القانون الدولي واتفاقيات مينسك ونتوقع منه بألا يعترف باستقلال لوغانسك ودونيتسك". وأضاف "نحن على استعداد للرد عبر جبهة قوية وموحدة في حال قرر القيام بذلك".
من جانبه، اعتبر المستشار الألماني، شولتس، مساء اليوم، أنّ أيّ اعتراف روسي باستقلال مناطق انفصالية في أوكرانيا من شأنه أن يشكّل "انتهاكًا أحادي الجانب" لاتفاقات مينسك الموقعة في العام 2015، وذلك في أعقاب محادثات هاتفية أجراها مع بوتين.
وإزاء خطورة الأوضاع، يجري المستشار الألماني محادثات طارئة مع الرئيسين الفرنسي، ماكرون، والأوكراني فولوديمير زيلنسكي، و"الشركاء الأقرب" لألمانيا، وفق ما أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان هيبيشترايت،
ودعا المتحدّث باسم الأمم المتحدة، مساء اليوم، "كلّ الأطراف المعنية للامتناع عن أيّ قرار أو عمل أحادي الجانب من شأنه أن يقوّض وحدة أراضي أوكرانيا"، وذلك في معرض ردّه على سؤال عن الاعتراف المحتمل لروسيا باستقلال الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وقال المتحدث، ستيفان دوجاريك، "نؤكد دعوتنا إلى وقف فوري للأعمال العدائية، ونناشد جميع الأطراف التزام أقصى درجات ضبط النفس من أجل تجنب أي عمل أو بيان من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التوترات". وشدد على وجوب "معالجة جميع الخلافات عن طريق الدبلوماسية".
هذا وأعلن الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، مساء اليوم، أنه عقد اجتماعا لكبار مساعديه العسكريين والأمنيين بعدما حضّ المسؤولون الروس الرئيس بوتين على الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وقال زيلينسكي على "تويتر": "نظرًا للتصريحات التي صدرت خلال اجتماع مجلس أمن روسيا الاتحادية، أجريت مشاورات عاجلة مع (الرئيس الفرنسي) ماكرون و(المستشار الألماني) شولتس وعقدت اجتماعًا لمجلس الأمن والدفاع القومي".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]