أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الإثنين، أن وحدات الصواريخ الاستراتيجية وأسطولها الشمالي وأسطول المحيط الهادئ وُضعت في مهام قتالية متقدمة، بناء على أوامر الرئيس فلاديمير بوتين.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن الوزارة أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ بوتين أن “المناوبات في مواقع قيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية وأسطولي الشمال والمحيط الهادئ وقيادة الطيران بعيد المدى بدأت في تنفيذ مهام قتالية، مع تعزيز عدد الجنود”.
وكان بوتين قد أمر، الأحد، بـ”وضع قوات الردع الاستراتيجي في الجيش الروسي في حالة التأهب الخاصة للقتال”، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ نهاية الحرب الباردة (1947 ـ 1991)، خارج أوقات التدريبات والمناورات.
و”قوات الردع الاستراتيجي”، حسب التعريف الرسمي في موقع وزارة الدفاع الروسية، هي “العمود الفقري للقوة القتالية للقوات المسلحة الروسية، وهي مصممة لردع العدوان على روسيا وحلفائها، وكذلك لتدمير القوات المسلحة المعتدية، بما في ذلك في حال نشوب حرب باستخدام الأسلحة النووية. وهي تتشكل من القوات الهجومية الاستراتيجية والقوات الدفاعية الاستراتيجية”.
وتضم القوات الاستراتيجية الروسية قوات الصواريخ الاستراتيجية والطائرات والقاذفات بعيدة المدى، المجهّزة بصواريخ عابرة للقارات وأسلحة دقيقة موجهة بعيدة المدى وقادرة على حمل رؤوس نووية.
كما تضمّ أيضاً قاذفات الطيران بعيدة المدى والغواصات والسفن، والتي يمكن أن تستخدم في إطلاق أسلحة تقليدية أو صواريخ مزودة برؤوس نووية.
أما القوات الدفاعية الاستراتيجية فتضم مختلف أنواع الأسلحة الجاهزة للقتال ووسائل الدفاع الجوي التي تشمل نظام الإنذار المبكر من هجمات الصواريخ المعادية، ونظام مراقبة الفضاء، ونظام الدفاع الصاروخي، ونظام الدفاع الجوي.
ما هي صواريخ الردع الروسية وقدرتها التدميرية؟
وفقاً للبيانات المفتوحة، تشمل ترسانة روسيا النووية، في عام 2019، 460 رأساً حربياً من نوع “أر ـ 36 أم 2″، وتقدر القدرة التدميرية لكل رأس بميغاطن، أي نصف قطر التدمير الكامل لكل ما هو حي ضمن دائرة تبلغ 2800 متر، وتصل مساحة منطقة التدمير بدرجات مختلفة إلى 24.6 كيلومتراً مربعاً.
كما تشمل الترسانة 114 رأساً حربياً من نوع “أر تي ـ 2 بي”، التي تبلغ قدرتها التدميرية 550 كيلوطنا، ونصف قطر التدمير الكامل ضمن دائرة تبلغ 2200 متر، وتصل مساحة منطقة التدمير بدرجات مختلفة إلى 15.2 كيلومتراً مربعاً.
ولدى روسيا 440 رأساً نووياً من نوع “أر أس ـ 24″، بقدرة تدمير تبلغ 500 كيلوطن، وبقطر تدمير شامل بمساحة 2200 متر مربع، وتدمير متفاوت بنحو 15.2 كيلومتراً مربعاً.
وتضم الترسانة الروسية 114 رأساً نووياً من نوع “أر تي 2 بي أم”، وتبلغ قدرته التدميرية نحو 550 كيلو طنا، وبقطر تدمير شامل بمساحة 2200 متر مربع، ويبلغ حجم منطقة التدمير المتفاوت نحو 15.2 كيلومتراً مربعاً.
كما يملك الروس 440 رأساً من نوع “أر سي ـ 24″، التي تبلغ قدرته التدميرية 500 كيلو طن، وبقطر تدمير شامل بمساحة 2200 متر مربع، وتدمير متفاوت بنحو 15.2 كيلومتراً مربعاً.
وأخيراً، تملك روسيا 656 رأساً نووياً من نوعي “أر 29″، و”أر 30″، وتبلغ القدرة التدميرية لهذين النوعين 200 كيلوطن، ويطاول التدمير الشامل ضمن قطر 1600 متر مربع، ويصل مجال التدمير المتفاوت إلى قطر ثمانية كيلومترات مربعة.
ومعروف أن روسيا دمّرت في تسعينات القرن الماضي عدداً كبيراً من الرؤوس النووية، ما أدى إلى تراجع عدد الرؤوس النووية بنحو 6.3 مرات عما كان عليه قبيل انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991.
ويمكن للرؤوس النووية الروسية إحداث دمار شامل لمناطق مساحتها الإجمالية 25 ألف كيلومتر مربع.
ووفقاً لمعاهدة” ستارت 3″، تمتلك الولايات المتحدة 741 منصة جاهزة للإطلاق مع 1481 رأساً نووياً، فيما تملك روسيا 521 منصة منتشرة مع 1735 رأساً نووياً.
وبحسب معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري”، تملك روسيا 1950 رأساً نووياً جاهزاً للإطلاق، و2350 رأساً في المخازن، وتخلصت من 2700 رأس نووي بمقتضى الاتفاقات السابقة أو بسبب تقادمها.
ووفقاً للمعهد أيضاً، تملك الولايات المتحدة 1800 رأس نووي جاهز للإطلاق و2200 في المخازن، وسحبت 2800 رأس من الخدمة.
وقال الخبير في المجلس الروسي للعلاقات الدولية إيليا كرامنيك، إن الحديث يدور عن زيادة جاهزية الأسلحة النووية.
وأوضح كرامنيك، في تصريحات لصحيفة “أر بي كا”، أن “هناك مراحل عدة لبلوغ الجهوزية الكاملة”، مشيراً إلى أنه “من الممكن إعداد فوج صواريخ مثل يارس وتوب في الحالة القتالية، ونشرها في الغواصات والطائرات بعيدة المدى، وتوزيع هذه الطائرات على مطارات بديلة”.
ويتضمن الاستعداد أيضاً تجهيز مراكز القيادة الاحتياطية تحت الأرض، لكن كرامنيك أشار إلى أن “الاستعداد للنشر والاستعداد للإطلاق هما أمران مختلفان”.
وخلص إلى القول إن “الهدف هو توجيه رسائل سياسية للغرب لعدم التدخل في أوكرانيا”.
عملية إعطاء الأوامر لإطلاق الصواريخ
من جهته، أوضح بافيل برودفيخ، مدير مشروع الأسلحة النووية الاستراتيجية لروسيا، الباحث الأول في معهد نزع السلاح التابع للأمم المتحدة في جنيف، أن نظام الدرع الاستراتيجية مصمم ليكون من المستحيل إعطاء أوامر بإطلاق الصواريخ التي يمكن أن تحمل رؤوساً نووية، أو لمواجهة أهداف تخترق الأجواء الروسية من دون تلقي أمر من القيادة العليا للجيش في أوقات السلم.
لكنه أشار، في حديثٍ إلى صحيفة “كوميرسانت”، إلى أن القرار يعني أن هذه الصواريخ يمكن أن تطلق بمجرد وجود “أمر أولي”، كاشفاً أنه يمكن للنظام أن يعمل حتى إذا حدث شيء ما للرئيس أو كان من المستحيل الاتصال به.
واستدرك برودفيخ بالقول إنه “لا يمكن للنظام أن يعمل إلا إذا اكتشف تفجيرات نووية فعلية على الأراضي الروسية”.
واستبعد أن يكون الهدف الأساسي من الوضع الذي طالب به بوتين الاستعداد لتوجيه الضربة النووية الأولى.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]