القدس هي قلب فلسطين, والمسجد الأقصى هو قلب القدس, القدس تهوّد على مرأى ومسمع العالم بأسره, وعلى رأسه العالم العربي والإسلامي, الكل يلزم الصمت, لا احد يحرّك ساكناً, المسجد الأقصى يتعرض لانتهاكات واعتداءات شبه يوميه, واليوم المسجد الأقصى معرّض للانهيار في كل لحظه,من جراء الحفريات تحته, وهذه الانتهاكات والاعتداءات والحفريات أيضا تجري أمام أنظار العالم, لا احد يتفوّه بكلمه, الجامعة العربية, رابطة العالم الإسلامي, الأزهر الشريف, لا أقول رؤساء وملوك وزعماء عرب ومسلمين, إنما مؤسسات لها اعتبارها وثقلها في المحافل الدولية, ولدى الشعوب العربية والاسلاميه, تلزم جميعها الصمت, هذا التخاذل يكاد لا يصدقه عقل, على ضوء هذا الموقف المخزي والمهين والمذل من قبل تلك المؤسسات العربية والاسلاميه, بتُ أؤمن أن إقامة الهيكل المرتقب, على أنقاض المسجد الأقصى بات وشيكاً, الآن توضع له اللمسات الأخيرة, الخرائط ألهيكليه والرسومات لمبنى الهيكل قد تمت, والأواني الخاصة للهيكل قد تم إعدادها, حتى اللباس الخاص بالكهنة قد اعد أيضا, كل شيء جاهز ينتظر الضؤ الأخضر لبدء البناء, هناك أمران غريبان, الأمر الأول: صمت رؤساء وملوك وزعماء العرب والمسلمين, على الممارسات اليومية لتهويد القدس, والانتهاكات الشبه يومية للمسجد الأقصى, وصمتهم على المخططات والتحضيرات المكثفة لبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى, وهذه المخططات والتحضيرات جميعها معلنة, لا تجري في الخفاء, هذا الصمت القاتل لهؤلاء القادة العرب والمسلمين يحيرُني لأنني لا أجد له مبرراً ولا تفسيراً,
الأمر الغريب الثاني: هو تباطىء هؤلاء في تنفيذ مخططهم, فأنهم لن يجدوا ظروفا دوليه وعربيه وإسلاميه مريحة ومناسبة لتنفيذ مخططهم مثل هذه الظروف, ولن يجدوا حالة من العجز والوهن والخوَر لدى العرب مثل ما هم عليه اليوم, ولن يجدوا تأيداً دولياً مثل الذي يحظوا به اليوم,
ردة فعل القادة العرب والمسلمين, في حال الشروع في تنفيذ المخطط لبناء الهيكل, لا تتعدى الاستنكار والشجب وفي أحسن الأحوال الادانه, وربما تقوم بلد الأزهر وبلد النشامى الهاشميين بعمل جريء فتسحب سفراءها من تل أبيب لإجازة مؤقتة, قد تطول وقد تقصُر حسب ردة فعل الشارع العربي, اكبر ضجة ستكون من الشعوب العربية والاسلاميه, الشعوب المغلوبة على أمرها, الشعوب المقهورة الشعوب المحكومة بالحديد والنار, ستخرج إلى الشوارع للاحتجاج, أصوات التنديد بإسرائيل ستملاء الفضاء, ستعطى الشعوب العربية في هذا الظرف مساحة من الحرية, سيسمح لها بشتم وسب إسرائيل بأعلى صوتها حتى تُبح حناجرها, ولكن لفترة محدده لا تتعدى البضعة أيام وبعد ألمده المحددة يُمنع رفع الصوت المعارض, حتى الهمس ممنوع لان الشعوب العربية سارية عليها أحكام الطوارئ منذ عدة عقود,
اعتقد أن ما يؤخر إجراء هدم المسجد الأقصى, والبدء بإقامة الهيكل مكانه, هو انتظار إسرائيل الضؤ الأخضر من أمريكا, ولدى أمريكا سُلّم أولويات لسياستها الخارجية المبنية على تحقيق مصالحها, ولعلها تمهل إعطاء إسرائيل الضؤ الأخضر للبدء بتنفيذ المخطط, حتى تتم عملية تقسيم السودان إلى دولتين, دوله في الجنوب ودوله في الشمال, ويتبعها تقسيم مصر إلى دولتين دوله قبطية, ودوله مصريه, وقد بدأ الإعداد لهذا التقسيم بالمجزرة التي نفذتها أيد خفيه عميله لأمريكا, في كنيسة القديسين والتي راح ضحيتها واحدٌ وعشرون بريئاًًًً ونحو مائة جريح ليلة رأس السنة الميلادية. ويتبعها تقسيم السعودية إلى ثلاث دويلات, هذا يبدو درباً من الخيال ولكنه الحقيقة, وأول من يعرفها هم زعماء وحكام وملوك العرب, هؤلاء المنبطحون على أعتاب أمريكا, ربما غاب عنهم انه في السياسة لا يوجد صديق دائم, ولا عدو دائم إنما توجد مصالح دائمة, الذي يمنع إسرائيل من تنفيذ مخططها, شيء واحد هو زوال الأنظمة العربية ألعفنه, واستبدالها بأناس أحرار أناس شرفاء,
وليس ذلك على الله بعزيز
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]