اللد: اختتام خيمة الاعتصام مع الشيخ يوسف الباز بمحاضرة للشيخ كمال خطيب

اختتمت مساء اليوم الثلاثاء في مدينة اللد، فعاليات خيمة التضامن مع الأسير الشيخ يوسف الباز، المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ 30 نيسان/ أبريل بزعم التحريض على العنف.

ونصبت اللجنة الشعبية في مدينة اللد، خيمة التضامن مع الباز، يوم الثلاثاء الماضي، في اعقاب اعلان الباز الاضراب عن الطعام الذي أوقفه الخميس الفائت، بعد مناشدة قيادة الجماهير العربية ممثلة بلجنة المتابعة العليا.

في تفاصيل فعاليات خيمة التضامن في يومها الأخير، فقد استهلت بتلاوة من القرآن الكريم للشيخ حسين أبو هاني، ثمّ رحّب الشيخ عبد الرحمن زبارقة بالحضور، مؤكدا أن “الخيمة أقيمت لنصرة الشيخ الباز وقضية الأقصى التي اعتقلها لأجلها، ونصرة لأهل اللد خاصة وأبناء الداخل عامة”.

وأضاف “إن أرادوا سجن الباز في هذه القضية فليسجنوا كل أهل اللد وكل أبناء شعبنا الذين يقولون مثلما يقول الشيخ يوسف الباز، وليسجنوا كل المسلمين في العالم، بالتالي فإن القضية لا تخص الباز وحده وإنما هي قضية كل فلسطيني وعربي ومسلم”.

وأكد أن الباز “انتصر على مدار 30 عاما على منبره في المسجد الكبير في اللد وفي سائر الساحات”.

ثمّ كانت كلمة الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، وحيا في مستهلها أهالي مدينة اللد على شموخهم الدائم وموقفهم المشرف في احداث هبة الكرامة عام 2021، وقال إنه “موقف سيظل مسجّلا في تاريخ شعبنا”.

وأضاف “لذلك أريد للد أن تدفع الثمن وللشيخ يوسف الباز الذي كان صاحب الدور الأبرز مع أهل بلده في توجيه البوصلة، لموقف غير متلعثم ولا مساوم عام 2021”.

وأكد خطيب أن “الباز انتصر لشعبه ولب القضية الفلسطينية وعامودها الفقري، المسجد الأقصى، وهل يتوقعون أن يقول حر فلسطيني غير ما قاله الشيخ يوسف في قضية الأقصى؟! لا يمكن أبدا”، مكملا “الشيخ يوسف مثله كمثل كل من لا يطيق الظلم، وقد عبر عن هذا الظلم بلسانه، فهل أصبحت هذه جريمة ان نعبّر عما في داخلنا”.

وقال إن سجن الأحرار والشرفاء هو سلاح كل الطغاة، متسائلا “هل يُظنّ أنه سيأتي الزمان الذي تنخرس فيه ألسنتنا عن قول الحق؟ لا لن يكون هذا الزمان”.

وتابع الشيخ كمال “كلنا سنموت، ولكن أن نموت بشرف حين نقول كلمة الحق، على أن نموت ونحن في طابور وذيل قافلة أهل الباطل”.

وتحدث عن الذين طعنوا في قضية شعبنا وقضية الأقصى، وأنهم كان سببا في جرأة المؤسسة الإسرائيلية على الأقصى وعموم قضايانا، قاصدا أنظمة التطبيع العربية التي تهرول لإرضاء إسرائيل وحكامها بكل ثمن.

وقال إن الباز يسجن لأن عبّر عن رأيه، في حين لم نسمع عن سجن يهودي واحد قدمت ضده لائحة اتهام بسبب الرأي رغم العديد من التصريحات العنصرية ليهود ومنهم من دعوا إلى جواز قتل جنين الطفل الفلسطيني

وأردف “نحن في دولة بوليسية لم يعرف سجلها إلا الهوس في ظل حديثهم هم عن الخوف من الزوال”.

وشدّد رئيس لجنة الحريات على أن “قضية الأقصى لا تحتمل المواربة، هذا مسجدنا ولم يكن يوما إلا الأقصى ولن يكون يوما الا الأقصى، وفي مقدمتهم الحائط الغربي (البراق). هذا كلام نتعبد فيه إلا الله، وبالتالي أن يكون السجن لتعبيرنا عن هذه الثوابت، فلن يكون الشيخ الباز الأول ولن يكون الأخير، ولكن التاريخ سيكتب عن الفرق بين من لم يساوموا وبين من اختاروا أن يكونوا في قائمة العار وتلعثموا في قضية القدس والمسجد الأقصى”.

وأضاف “بوجوده في السجن، الشيخ يوسف يمثلنا جميعا ويمثّل ثوابتنا ومعتقداتنا، ومنبره شاهد على صولاته وجولاته نصرة للأقصى وسائر قضايا شعبنا”.

متطرقا إلى انتخابات الكنيست المقبلة، قال خطيب “كل الأحزاب الصهيونية تريد ان ترفع قيمتها في اكبر كم من المواقف العدائية لشعبنا بالعموم ولنا في الداخل خاصة، شعبنا عرف ويعرف كيف يثبت على الطريق وان لا يساوم”.

وأضاف “أمام قامات مثل قامة الشيخ يوسف، لا يمكن إلا أن نعتز أن هذه الأمة أمة خير وولادة ولن تكون عاقرا أبدا”.

وأضاف “نحن على ما يبدو بين يدي واقع لا يبشر بخير، في ظل النفس العنصري الإسرائيلي، خياراتنا محدودة، وهي فقط من خلال الصمود والصبر والوفاء لأرضنا وتاريخنا ومقدساتنا. نحن على يقين أن هذا الحال لن يدوم. القدس مر عليها 18 احتلالا، كلهم رحلوا، والاحتلال الإسرائيلي هو الاحتلال الـ 19، وسيرحل”.

وختم خطيب مخاطبا الأسير الشيخ الباز “اهلك وشعبك لن يتركك، ووقفات التضامن التي جرت إسنادا لك، هي ضريبة بسيطة جدا، لأن شعبنا لا يمكن أن يسنى كباره وقياداته. طال الزمان أو قصر سيخرج الباز من سجنه وكل أسرى شعبنا الـ 4500 أسير، هذا الشعب الذي نتشرف بانتمائنا إليه بكل مركباته وأماكن تواجده”.

يشار إلى أن خيمة التضامن مع الشيخ الباز، شهدت على مدار أيامها العديد من الفعاليات والندوات، تحدث خلال قياديون وحقوقيون، كما زارتها العديد من الوفود من مختلف البلدات العربية.