يُصادف اليوم 16 من أيلول ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمليشيات اللبنانية بحق الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا على مدار 3 أيام من فجر الخميس 16 أيلول حتى 18 من أيلول عام 1982 وراح ضحيتها آلاف الشهداء من الرجال والنساء والأطفال.
واستشهد في مذبحة صبرا وشتيلا 4 آلاف شهيدة وشهيد من الرجال والنساء والأطفال على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية والميليشيات الموالية لها في لبنان، وسط صمت عربي وعالمي كما الصمت الذي ارتُكبت فيه عمليات القتل الشنعية داخل المنازل في صبرا وشتيلا، وأُبيدت عائلات بأكملها على موائد الطعام وفي غرف المنازل الفلسطينية في المخيمين.
هدوء البداية المزّيف
وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي والميليشيات تنفيذ عمليات القتل والتدمير ورمي الجثث في الشوارع بصمتٍ وسرعة هائلة حتى بات الهدوء يُخيّم على المخيمين يوم الخميس في أول ليالي المجزرة لتتكشف معالمها وتتضح يوم الجمعة بعد أن بدأت تظهر الجثث وعمليات هدم المنازل على أصحابها ودفنهم أحياءً كانوا أو شهداء.
وقال الشاعر الفرنسي جان جينيه عن الجثث التي رصفت شوارع صبرا وشاتيلا بعد زيارته للمخيم خلال المذبحة، "إنَّ الصورة الشمسية لا تلتقط الذباب ولا رائحة الموت البيضاء والكثيفة، إنَّها لا تقول لنا القفزات التي يتحتم القيام بها عندما ننتقل من جثة إلى أخرى" مشيرًا بهذه المقولة إلى أنه كان بحاجة للقفز بين الجثث ولم يمشِ في المخيم مشيًا طبيعيًا عاديًا.
ونقلت الشهادات الناجية من المخيمين أن عدد الشهداء الذين قتلتهم "إسرائيل" وميليشياتها كانت أكبر في اليوم الأول الصامت للمجزرة، إلا أن أساليب القتل تطورت في يوم الجمعة، لتصل إلى إلقاء القنابل الفسفورية في الملاجئ، واتضحت معالم حُفر الموت المحفورة لإلقاء الجثث فيها.
واستمرت عمليات القتل والذبح والتمثيل حتى الـ18 من أيلول رغم أن مصادر إسرائيلية زعمت بأن أوامر صدرت بالانسحاب في العاشرة صباحًا من يوم السبت إلا أن شهادات من المخيمين أكدت استمرار المجزرة حتى الواحدة بعد الظهر، بين قتل وذبح وخطف وتدمير وتحقيق مع الأهالي من قبل الميليشيات.
النجاة من الموت
في اليومين الأول والثاني من المجزرة سُجلت حالات هروب فردية وجماعية من المخيم بعد أن اتضحت للبعض معالم القتل التي تنفذها عصابات ليلية بعد أن أنارت المنطقة بالقنابل الضوئية أمام أعين الأطفال والنساء.
واستطاع عدد من الفارين الخروج والتسلل إلى المستشفيات ومآوي العجزة، فيما بقيت عائلات وبيوت لم تعرف مصيرها سوى عند فوهات البنادق أو بين ركام المنازل، ولم تستطع الإدلاء بشهادتها فقد قُتلت قبل أن تشهد.
ما قبل شاتيلا وصبرا
قررت قوات الاحتلال الإسرائيلية الاستفراد بالفلسطيني الأعزل بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية والفدائيين من بيروت عام 1982 إلى الأردن وسوريا والجزائر واليونان وقبرص والعراق، وانسحاب القوات متعددة الجنسيات قبل 10 أيام من موعدهم الرسمي بالانسحاب.
وعلى الرغم أن ضمانات أمريكية تعهدت بعدم دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي لبيروت الغربية وعدم المساس بالمدنيين الفلسطينيين وعائلات الفدائيين الذين خرجوا من بيروت إلا أن المعاهدات ذهبت أدراج الرياح بعد أيام.
وأزهقت "إسرائيل" وميلشياتها الموالية لها في لبنان أراوح 4 آلاف شهيد وشهيدة، 75% فلسطينيون، 20% لبنانيون، 5% من جنسيات آخرى.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]