كشف تقرير نشره موقع "واينت" العبري أن شبهات تحوم حول ضلوع ضابطة في الشرطة، في تسريب معلومات قد تكون أدت إلى مقتل السيدة رباب أبو صيام من مدينة اللد، التي قتلت في جريمة إطلاق نار ارتكبت أمام أعين أطفالها في ساحة منزل عائلتها في اللد، نهاية تموز/ يوليو الماضي.
وأفاد التقرير بأن الضابطة المشتبه بها خدمت في مركز الشرطة في اللد في قسم التحقيق والاستخبارات، وأبعدت عن عملها في الشهر الماضي، بعد الاشتباه في علاقة حميمة تجمعها بأحد عناصر العصابات الإجرامية في المدينة، وفي أنها قدمت له معلومات استخبارية سرية.
وأوضح التقرير أن المشتبه بها خضعت للتحقيق لدى قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة في وزارة القضاء الإسرائيلية ("ماحاش") بسبب ضلوعها في تسريب معلومات اطلعت عليها في إطار عملها كشرطية، لمن وصفه التقرير بـ"مجرم محلي" يدعى عمر، وبحسب التقرير فإن "محتوى التسريب والضرر الناجم عنه ذلك غير معروف بعد".
ولفت التقرير إلى أن "المجرم" الذي كان على صلة بالشرطية المشتبه بها، كان قد اعتقل في حزيران/ يونيو 2020 بتهمة الاتجار بالمخدرات، وفي طلب التوقيف المقدم ضده ورد أنه صدر بحقه إدانات سابقة في جرائم تتعلق بالمخدرات والممتلكات.
ويتضح أن التحقيق ضد المشتبه بها كان قد بدأ قبل نحو عام، إذ نسب محققو "ماحاش" للمشتبه بها تهمًا بـ"الاحتيال وخيانة الأمانة"، قبل أن يتقرر مؤخرًا في "ماحاش" إغلاق ملف التحقيق ضد المشتبه بها، فيما أخطر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، بأنه قرر فصلها عن العمل، في ما بدا كأنه تسوية مقابل إغلاق التحقيق ضدها.
وخلال جلسة الاستماع التي عُقدت للشرطية المشتبه بها، واجهها المحققون بوثائق تؤكد أنها فحصت داخل أنظمة معلومات الشرطة ملفات تتعلق بـ"المجرم"، عمر، الأمر الذي كان خارج نطاق صلاحياتها، وكذلك الاتصالات المتكررة معه بالرغم من تضارب المصالح، كما واجهها المحققون بأنها قدمت لـ"المجرم" ما تشتبه بأنه استشارات في ملفات ضده كان التحقيق فيها لا يزال جاريًا.
واشتبه المحققون بأن الشرطية المشتبه بها كانت قد قدمت للمدعو عمر، إفادات قدمتها نساء مُعنفات أو تعرضن للعنف والتهديد في جهاز الشرطة.
وذكر "واينت" أن المحققين يعملون على التحقق في ما إذا كانت بعض هذه المعلومات تتعلق بالضحية رباب أبو صيام، التي قُتلت في 26 تموز/ يوليو الماضي، بعد أن تلقت سلسلة تهديدات من طليقها.
ووفقًا للشبهات فإن "المعلومات المحتملة التي سربتها الشرطية بشأن الضحية أبو صيام، وصلت من المدعو عمر، لوالده، الذي كان على علاقة بعائلة أبو صيام، كما كان على علاقة بطليق رباب" المشتبه بأنه تآمر مع الجناة ودفع لهم مقابل قتلها، وهو معتقل منذ مطلع آب/ أغسطس الماضي.
وبحسب التقرير، فإن والد المدعو عمر استغل هذه المعلومات، وتبادلها مقابل 100 ألف شيكل، وقال مسؤول في الشرطة إنه "خلال التحقيق مع الشرطية المشتبه بها، تم ذكر اسم رباب عدة مرات وأدركنا أن المعلومات المتعلقة بها وجدت طريقها خارج جدران مركز الشرطة". كما أكد أفراد عائلة رباب أنهم "شعروا بأن المعلومات المتعلقة بها وصلت إلى زوجها السابق بطريقة أو بأخرى"، وفقًا للتقرير.
وفي تعليق على ما ورد في التقرير، قال المسؤولون في "ماحاش" إنه "بعد تحقيق شامل، بما في ذلك تحقيق تحت طائلة التحذير مع الشرطية، وبعد تحليل الأدلة التي ظهرت في مواد التحقيق، لم يتم العثور على أدلة كافية إلى حد اليقين المطلوبة في القضايا الجنائية والتي تؤكد ارتكاب الشرطية مخالفات جنائية بموجب علاقتها بالمواطن".
وأضافوا أنه، "من جهة أخرى، أشارت نتائج التحقيق إلى وجود قصور في أداء الشرطية في هذا السياق. تم إرسال المعلومات إلى الجهات المختصة في شرطة إسرائيل وأجري استنادًا إلى هذه المعلوات، التحقيق المذكور في التقرير".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]