في لقاء خاص لموقع “موطني 48″، اليوم الاثنين، تطرق الشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام في الداخل الفلسطيني، إلى تهديدات رئيس حزب “القوة اليهودية” ايتمار بن غفير مساء الأحد بإعادة اعتقال الشيخ رائد في سياق حديثه عن ضرورة استئناف تل أبيب لسياسة اغتيال القيادات الفلسطينية، كما تطرق الشيخ رائد إلى تصريحات بن غفير بخصوص نيته تصعيد مخططات تهويد المسجد الأقصى المبارك.
وقال رئيس لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، إن “تهديد بن غفير وتلميحاته بضرورة إعادة اعتقالي والذي وصل إلى حدّ إهدار حياتنا، لا يستهدفني شخصيا، بل يستهدف كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، وهو مؤشر مقلق وخطير، لسياسة رسمية تلوح في الأفق، تحمل في طياتها فرض القبضة الحديدية الفاشية على مسيرة حياتنا كلنا بدون استثناء”.
وأوضح الشيخ رائد أن “هذا يتطلب إدراك هذه الظاهرة أولا، ثمَّ رص صفوف جماهيرنا على صعيد الأحزاب والحركات والقاعدة الشعبية، ولا يمكن ان يتأتى ذلك إلا برد الاعتبار المطلوب إلى لجنة المتابعة العليا، وتنشيط أدائها وتقوية اللحمة بينها وبين كل جماهيرنا، عسى أن نصل إلى لجنة متابعة منتخبة مباشرة، رئاسة وعضوية، من قبل كل جماهيرنا”.
وفي ردّه على سؤال حول تحفظ رئيس القائمة العربية الموحدة الدكتور منصور عباس على مسألة بناء لجنة المتابعة بذريعة الخشية أن تكون “دولة داخل دولة” وبالتالي حظرها إسرائيليا!، تابع الشيخ رائد “لجنة المتابعة العليا ليست ملكا لأي شخص منا ولا لأي حزب ولا لأي حركة، وهي قائمة منذ عقود طويلة، ونحن لا نتحدث عن إيجاد جسم جديد، بل هو جسم قائم- كما قلت- وكل المطلوب هو تعزيز دور هذا الجسم ودور لجانه، ومن الواضح جدا انه لن ينشط هذا الجسم كما هو مطلوب وكما هو المنشود، إلا بتوفير كل المطلوب مؤقتا للجنة المتابعة حتى نرد لها اعتبارها المطلوب، ثمَّ التمهيد فيما بعد للوصول إلى لجنة متابعة منتخبة، وانا لا اتحدث أنًّ ذلك قد يقع بعد شهر أو بعد سنة حتى، ولكن يجب أن تكون رؤيتنا واضحة جادة وعملية ولا تبقى ضائعة بناء على سياسة التسويف”.
أمّا بخصوص تطلعات المأفون بن غفير إلى تصعيد سياسات التهويد في المسجد الأقصى المبارك وتغيير ما يسمى “الوضع القائم”، يقول الشيخ رائد: “الوضع القائم أو ما يسمى (الستاتوس كو – Status quo) للأقصى الذي يحدده هو القرآن الكريم فقط، وهو واضح جدا في مطلع سورة الاسراء، التي تؤكد أن الأقصى المبارك حق خالص لنا، ولا يوجد للمجتمع الإسرائيلي أي حق فيه. ومن المتفق عليه على صعيد واضح أنًّ المسجد الأقصى يرضخ الان تحت الاحتلال الإسرائيلي، وهذا الاحتلال هو كأي احتلال في هذه الدنيا، يبقى باطلا، ولا يمكن له ان يفرض حقا بقوة إمكانياته، لأن الباطل يبقى باطلا”.
وتوجه الشيخ رائد صلاح برسالة إلى “الملك عبد الله الثاني الذي يحمل الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى المبارك ومرورا بكل العناوين الرسمية والشعبية على صعيد امتنا الإسلامية وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني، وأقول إن المسجد الأقصى هو ليس حقا خالصا لنا فقط، بل هو أمانة ثقيلة في اعناقنا ويجب أن نحافظ عليها”.
في ختام حديثه، أكد الشيخ رائد صلاح أن حراكه في مشروع “إفشاء السلام” سيبقى متواصلا دون الالتفات إلى حملة التحريض الإسرائيلية وقال “لجان افشاء السلام- كما يعلم القاصي والداني- هي هيئة منبثقة عن لجنة المتابعة العليا وتسعى إلى مناهضة العنف الذي أرَّق حياة مجتمعنا وأحاله إلى مجتمع دام طوال الوقت، وكما يعلم الجميع، لقد سرنا حتى الآن في خطوات متقدمة بهدف ترسيخ قيم التراحم والتغافر والسلم الأهلي في مسيرة مجتمعنا، وسنبقى في هذا الطريق تحت سقف لجنة المتابعة العليا”.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]