ما هي إلا أيام قليلة لا تتعدى الأسبوع وسيكون لنا لقاء مع عميد الأسرى في يافا على مرّ العصور, أيام قليلة نلتقي فيها مع من علَّم الصبر دروساً في الصبر وعلّم الزنازين أنها لا تتعدى كونها حجارة تفصل بينه وبين العالم ولكن هيهات أن تنال منه الحرية. فهو طليق وهو يعيش عتمة الزنازين لأنّ صاحب الحق قوي صلب مثل الصخر شامخ كالسنديان حرّ كفارس يمتطي فرساً عربيا أصيلا. بعد أيام لنا لقاء مع الأخ والصديق والمخلص ليافا وأهلها الإنسان الحرّ حافظ قندس وتعجز الكلمات عن اللحظة التي سيقف فيها حافظ أمام أم حافظ أولا ومن ثم أمام بلده الحبيب يافا. الفرحة والدموع والحضن الدافئ ستكون من زينة العرس اليافاوي الذي طالما انتظرناه.
قاموس اللغة العربية سيقف مذهولاً أمام الموقف لأنه يعجز عن الوفاء بالقدر الكافي من الكلمات التي تصف موقفاً كهذا. أم حافظ تلتقي بحافظ بعد ثلاثة عقود بدون بوابات حديدية ولا سلاسل ولا جدران ولا حواجز, ستحضنه كما حضنته وهو طفل رضيع. مشهد من مشاهد كثيرة أتخيلها صورة من صور متعددة تسيطر على مخيلتي. لا شك أن ما ذكر أعلاه هو جانب من المشهد اليافاوي في لقاء حافظ مع الحرية أو ربما سيكون لنا لقاء مع من روّض الحرية وجعلها تخضع لرغباته وفكره.
وبعد كل هذا سيكون لحافظ موعد مع الحياة ومع يافا التي أحبها كما أحبّته ولم ينساها كما لم تنساه. وعلينا نحن الأهل في يافا أن نستقبل الأخ حافظ كما نفعل مع العريس فهو عريس وهو في يوم فرح له وللعائلة ولنا جميعا وفي الفرح يشارك الجميع وأنا على يقين أن غالبية الأهل في يافا يفهمون القصد ولا حاجة لأن الفت نظر أحد منكم عن الواجب وتقديم الواجب.
فنحن لها , كلّنا لها ومبروك ليافا بعودة عميد الحرية إلى أحضانها وأنّ القيد انكسر والليل انجلى وحافظ سيكون معنا قريباً فلنحفظ العهد ليافا وحافظ والحرية ونأمل لجميع أسرانا الحرية ..
عبد القادر سطل
لقاء مع الحرية
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]