قدْ عدتَ والعودُ منكَ أحمدُ من سجنٍ بعزمِ الكِرامِ يُشيّدُ
قدْ طالَ واللهِ بكَ الغيابُ ولكنَّ الكرامةَ لكَ موعدُ
ما غابَ، وإن غابَ، من كانَ ذكرُه بينَ العالمينَ يُحمدُ
والدجى، وإنْ طالَ ليلُهُ على المكروبِ، زوالُهُ مؤكّدُ
وفي الصبحِ جلاءُ الكُرَبِ الجسامِ وفيهِ الآمالُ تتجدّدُ
نِعمَ المنزلُ حبسٌ يكيدُ العدا رُبَّ حبسٍ أشرقَ منهُ الغدُ
ونعمَ الذنبُ ما يدحرُ ظلمًا رُبَّ ذنبٍ في مِحرابهِ نتعبَّدُ
أنتَ الحرُّ في سجن اللئامِ، وعيشُهم في الحقدِ سجنٌ مؤبّدُ
قيدُ الكرامةِ وسامُ عزٍّ، ألا تبَّ سجّانُكَ وتبّتْ منهُ اليدُ
للهِ درُّها أمُ الأسيرِ وطوبى لها الشرفُ الرفيعُ الأمجدُ
صبرَتْ والصبرُ من شيمِ الكرامِ واللهُ على ذاكَ يشهدُ
يومَ عودِك لها قلبانِ: مكلومٌ نازِفٌ وآخرُ يزغردُ
قلبٌ يبكي عُمرا راحَ أكثرُهُ وآخرُ يرقبُ عُمرًا يولدُ
هي الأمُ، وقلبُها، فلولاهما سماؤنا، أرضُنا يبابٌ أسودُ
تغنّتْ بذكرِ أبطالِها الأمَمُ ونحنُ بذكرِ أبطالِنا نزْهدُ
فهلاّ علّمتنا كيفَ الصمودُ وكيفَ به إلى العلا نصعدُ؟
كيفَ الإباءُ يكونُ؟ وجلاّدُ إبليسٍ بموتٍ وشيكٍ يتوعّدُ ؟
كيف الأحلامُ تبقى وأنتَ تبيتُ على الطوى والتراب تتوسّدُ؟
بالله عليكَ خبّرنا، أما زالَ الخيرُ فينا أم تراهُ يوأدُ؟
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]