في الساعة الثامنة من صباح الاثنين الرابع عشر من أيار , أعلن عبر مكبرات الصوت في المساجد , انه تم الإفراج عن حافظ قندس في هذه اللحظات , وسيتم استقباله أمام بيته الساعة التاسعة والنصف صباحا , خلال اقل من ساعة هرع جمعٌ غفير من أهالي يافا من كل أطيافها , صغارا وكبارا , ذكورا وإناثا , معارف وأقرباء وأصدقاء , وكثير منهم لا يعرفونه , ولا تربطهم به أي رابطه , غصّ المكان بالحضور , الكل ينتظر الموكب القادم من سجن جلبوع على أحر من الجمر , ليلتقي بمن أمضى زهرة عمره خلف القضبان مقابل بضاعة مزجاة , ثمانيةٌ وعشرون سنه سجن مقابل فعلة لم تتسبب بأي ضرر مادي لأحد , انه حكم جائر بكل المعايير , تفيح منه رائحة العنصرية البغيضة الممنهجه ضد المواطنين العرب في جميع مؤسسات ألدوله , لعل العدد الذي تجاوز المائتي نفر من أهالي يافا الذين هرعوا لاستقباله ومن بينهم عدد كبير لا يعرف حافظ , ومنهم من ولد بعد دخول حافظ السجن , يفسر للمؤسسة الإسرائيلية بوضوح لا لبس فيه , رفضهم للظلم وللأحكام التعسفية وللعنصرية البغيضة بكل أشكالها التي تمارس ضد المواطنين العرب لكونهم عربا.
على العقلاء من الساسة الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم , ما الذي دعا هذا الجمع الغفير من أهالي يافا صغارا وكبارا ذكورا وإناثا للمشاركة في استقباله ؟ سيجدون الإجابة ماثلة أمامهم في التكبيرات , وفي الزغاريد , وفي حمله على الأكف , وعلى الأكتاف , وفي الابتسامات الممزوجة بالدموع , وفي المصافحات والقبلات الحارة , هذا الاستقبال المهيب الذي لم تشهد له يافا مثيلا , بدا كأنه زفة عريس يوم عرسه هذا المشهد المهيب الذي فاق كل التوقعات, وهذه الحفاوة البالغة , وهذه الفرحة , لها معنيان لا ثالث لهما , المعنى الأول هو, رفض الظلم والقهر , ورفض العنصرية بكل أشكالها , وهذا المعنى يجدر بالمؤسسة الإسرائيلية أن تحسن قراءته وفهمه , لعلها تغيّر سياستها تجاه المواطن العربي , فتعامله بالعدل والإنصاف بصفته مواطنا له كامل الحقوق , وليس مواطنا من الدرجة الثانية أو الثالثة , وذلك بدون أدنى شك سيعود عليها نفسها أولا بالنفع , المعنى الثاني موجه إلى كل القياديين في يافا كل في موقعه , يجدر بهم أن يحسنوا قراءته وهو أن أهالي يافا معروفون بالوفاء , ومعروفون بالكرم , ومعروفون بالعطاء, يسارعون إلى فعل الخير, لأنهم أخيار.
وهذا الاستقبال وما تبعه من احتفال في ساحة مسجد العجمي يوم الخميس 17 /5 / 2012 والذي تجاوز عدد المشاركين فيه أل 1500 شخص من كافة الأجيال والانتماءات , خير شاهد على الوفاء , وأنعم به من خُلق عُرف به أهل يافا , إن فهم هذا المعنى فهما صحيحا من قبل القياديين اليافيين يدعو إلى التجرّد والانعتاق من الأنا , من اجل يافا والنهوض بيافا.
فالشكر للأوفياء من أهل بلدي وكلهم أوفياء.
ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان والتقدير إلى لجنة الوفاء التي أعدّت لهذا المشهد التاريخي فجزاكم الله خير الجزاء.
سعيد سطل أبو سليمان
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]