من أبشع الظواهر التي تشهدها الطرقات والشوارع في القرى والمدن العربية في السنوات الاخيرة هي ظاهرة قيادة ما يسمى بالدبابة النارية أو "التراكتورون". هذه الظاهرة التي اجتاحت البلدات العربية من الشمال وحتى الجنوب خاصة في فصل الربيع والصيف، حيث يواكب العديد من السائقين والمشاة على الطرقات والشوارع هذه الآليات التي تنتهك كافة قوانين السير لتعرّض السائقين والمشاة الى خطر حقيقي جراء تجاوز غير قانوني للسيارات هنا وهناك، وعدم الانصياع الى قوانين السير واشارات المرور، ناهيك عن القيادة المتهورة والسرعة الفائقة التي تميز سائقي هذه الآليات والضجيج المخيف الذي تصدره، وفق بيان صادر عن مؤسسة "بطيرم".
وتابع البيان: "تعتبر قضية قيادة التراكتورون في البلاد قضية شائكة خاصة انها تتميز بثغرات رقابية عديدة، كما ان معهد المواصفات الإسرائيلي لم ينشر اية مواصفات تتعلق بهذه الآليات التي يقودها الأولاد والفتيان في معظم الأحيان، والتي تسير بسرعة تعلو على الـ 8 كيلومتر في الساعة. أضف الى ذلك فان التراكتورون الكهربائي معرّف حسب المواصفات الإسرائيلية على انه لعبة، على الرغم من ان سرعته قد تفوق الـ 8 كيلومتر في الساعة (مع العلم ان بعضهم بمقدوره السير بسرعة تفوق 70 كيلومتر في الساعة)".
واضاف البيان: "وبحسب بحث أجراه قسم الأبحاث في مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد فانه ما بين السنوات 2012 حتى العام 2021 فقد أصيب نحو 267 من أولاد وأطفال حتى جيل 17 عام اثناء ركوبهم على التراكتورون، كما ان معظم الإصابات كانت نتيجة سقوطهم من التراكتورون بما نسبته 41%، وحوالي 16% من الإصابات التي وقعت لسائقي وراكبي التراكتورون كانت بسبب الانقلاب".
وأشارت معطيات البحث ايضا "ان 75% من المصابين كانوا من الأولاد والفتيان كما وان الأولاد والفتيان من المجتمع العربي كانوا مُمثلين أكثر من غيرهم من سائر الفئات السكانية بالإصابات جراء ركوب هذه الآلة، ففي حين ان نسبة الأولاد والفتيان العرب تشكل ما بين 24%- 26% من فئة الأولاد والفتيان العامة في البلاد، الا ان نسبة الإصابة جراء قيادة وركوب التراكتورون لهذه الفئة بلغت 29%".
وأوضحت معطيات مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد أيضا "انه ما بين الأعوام 2018 حتى 2022 وصل الى غرف الطوارئ ما يقارب 54 مصابا عربيا أصيب اثناء ركوبه التراكتورون، 8 من هذه الحالات كانت في العام 2022، في حين ان هذه الأعوام شهدت 7 وفيات لأولاد وفتيان عرب بسبب حوادث وقعت لهم اثناء ركوبهم وقيادته لهذه الاليات، 4 من هؤلاء الضحايا كانوا من أبناء المجتمع البدوي".
وورد في البيان: "بحسب القانون وأنظمة السير بهذا المجال فان ركوب التراكتورون يُلزم حصول سائقه على رخصة قيادة ملائمة، كما وان قيادة التراكتورون تتم فقط في طرق ترابية وداخل القرى التعاونية فقط ويمنع منعا باتا من السير في الشوارع والطرقات العادية الا في حال عبور الشارع فقط. ويُلزم القانون أيضا سائق التراكتورون بالتزود بالخوذة ووضع حزام الأمان والراكب الذي بجانبه على ان لا تتعدى سرعة المركبة التي يقودها 40 كيلومتر في الساعة".
واختتم البيان: "وقد حاولت الدولة في السنوات الأخيرة معالجة آفة الدبابات النارية بعدة طرق حيث قامت الشرطة بمصادرة هذه الآليات التي سارت على الشوارع الرسمية وتوقيف أصحابها بما في ذلك التراكتورون الكهربائي. وفد فتحت الشرطة ملفات جنائية بحق السائق او ذويه على الرغم من ان التراكتورون الكهربائي لا يعتبر مركبة سير حسب القانون". الى هنا نص البيان.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]