الغش ظاهرة اجتماعية خطيرة , متفشية في جسم المجتمع , متغلغلة في خلاياه وبين أعضائه تكاد تفتك به، لذلك هناك ضرورة ملحّه لمحاربة هذه الظاهرة الفتاكة واجتثاثها من جذورها, لما تشكله من خطر على حاضرنا ومستقبلنا ولما يترتب عليها من أضرار خلقية ودينية واجتماعية.
الغش هو لون من ألوان الخديعة والاحتيال , ولون من ألوان الكذب , ولون من ألوان الخيانة , وهو إخفاء الحقيقة وتزيين الباطل، الغش هو تقديم الشيء الرديء بلباس حسن , أي تقديم الباطل في ثوب الحق , دافعه خسيس هو الحرص والكسب , واخذ ما لا تستحق بالباطل , وهو معنى من معاني أكل أموال الناس بالباطل ,والغش ينافي الصدق والأمانة والإخلاص والاستقامة , أي ينافي الإيمان بالكلية , إلى جانب ذلك كله هو سبب في خراب الذمم , وضياع الثقة والأمانة بين الناس وأخطر من ذلك كله هو سبب للخروج من الملة , لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : من غش فليس مني, وفي رواية من غشنا فليس منا ,
وصور الغش وأشكاله لا عد لها ولا حصر , تكاد لا تخلو منه وظيفة من الوظائف , ولا حرفه من الحرف , ولا معاملة من المعاملات , ولا متجر من المتاجر , ولا مؤسسه من المؤسسات , واخطر أنواع الغش هو غش الطلاب في الامتحانات , الغش في الامتحانات متفشي بين الطلاب والطالبات بطرق ووسائل مختلفة في كل الوسط العربي , وبخاصة في امتحانات الباكلوريا ( البجروت ) هذه الظاهرة السلبية مدمره على المدى المتوسط والمدى البعيد , مدمره للسلك التعليمي من حيث إضعاف ثقافة الطلاب وتحصيلهم العلمي , وتعمل على تحطيم روح التنافس والجد والاجتهاد بين الطلاب , وأول المتضرر من عملية الغش هم الطلاب أنفسهم , فالغش يُخرّج جيلا لا طموح له ولا اهتمام بالمستقبل , علاوة على كونه يُكرّس حالة ضياع القيم والمبادئ والأخلاق بين جيل الشباب الذين هم جيل المستقبل وعماد الأمة ,
مر عمر بن الخطاب على راع , فقال له بعني شاة من هذه الشياه , قال الراعي إنها ليست لي , قال عمر قل لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب , يريد أن يمتحنه , فقال الراعي والله إنني في اشد الحاجة إلى ثمنها , ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني , فاني عنده صادقٌ أمين ولكن أين الله ؟
هذا ما نحتاجه في معاملاتنا كلها, أين الله ؟ عندما نقول أين الله ينتفي الغش من مجتمعنا , أين الله ؟ أي انك تستشعر أن عليك رقيب يراك ويسمعك في خلوتك وجلوتك في سرّك وعلانيتك , لا تخفى عليه خافيه , وتذكر دوما قول النبي صلى الله علي وسلم , من غش فليس مني , وفي رواية من غشنا فليس منا ,
سعيد سطل أبو سليمان يافا
11/ 6 / 2012
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]